طبع القرآن الكريم كاملاً بلغة الإشارة للصم والبكم

في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم الإسلامي، جرى اليوم الثلاثاء 10 من أيلول 2024 وفي مراسيم مهيبة وبحضور الدكتور بشتيوان صادق وزير الأوقاف والشؤون الدينية، والسيد أوميد خوشناو محافظ أربيل، والسيدة زكية سید صالح وكلية وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وعدد كبير من علماء الدين الإسلامي وأساتذة العلوم الإسلامية في جامعة صلاح الدين ومدراء الأوقاف، مراسيم توزيع المصحف الشريف الخاص بالصم والبكم.


وفي مستهل اللقاء أكد معالي الدكتور عبدالله ويسي رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في إقليم كوردستان على أهمية المشروع الذي يُعد النموذج الأول على عموم العالم الإسلامي وذلك بطباعة (المصحف الشريف الخاص بالصم البكم - لغة الإشارة) موضحاً أنَّ الشريعة الإسلامية اهتمت كثيراً بأصحاب الحاجات الخاصة وقدمت كل التسهيلات اللازمة لأصحاب الأعذار من أجل أنْ يمارسوا كافة الأحكام الشرعية الممكنة، منوهاً أنَّ هذه الخطوة لها دورٌ كبير من أجل أنْ يتمكن الصم والبكم من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه وأحكامه العظيمة.


كما وأشار معاليه إلى أنَّ كتابة هذا المصحف الخاص تمّ تحت إشراف ومتابعة " المجلس الأعلى للإفتاء في إقليم كوردستان" ولما كانت لغَةُ الإشارة هي اللُّغَة التي تمَكِّنُ إخواننا الصُّمَّ -ذوي الأعذار الخاصةِ- مِن فهمِ أُمُورِ دينِهم ومُمارسةِ شعائره من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحج، وذلك لا يَنْفَكُّ عن فهم معاني القرآن الكريم الذي هو المَصدَرُ الأول للتشريع، فإنّه لا مانع شرعًا مِن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة التي يتعاملون بها، كما أكد المجلس الأعلى للإفتاء في الإقليم في فتاويه الصادرتين في 7/1/2023 و 7/5/2024 وبعد دراسة مستفيضة على جواز تعليم الصم والبكم القرآن الكريم بلغتهم الخاصة بالإشارة والرموز المعبرة لديهم على ألفاظ القرآن الكريم لكونهم لا يمكنهم التعلم إلا بهذه الطريقة، حيث أنَّ تعلّم القرآن الكريم وتفهم معانيه من المصالح التي لا تتم لهؤلاء إلا بهذه الطريقة، ولا يجوز لغير الصم والبكم اللجوء إلى هذه الطريقة، فالصُّم والمُعَاقُون سَمعِيًّا مِن أصحاب الأعذار الذين لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون فهم القرآن الكريم ولا تَصَوّرَ معانيه إلا عَبْرَ لُغَتِهِم المعروفة، فكان مِن الواجب شرعاً العملُ على تبليغهم القرآنَ الكريمَ بأيّةِ وسيلةٍ أو لُغَةٍ يفهمونها.


وأنَّ اتحاد علماء الدين الإسلامي في إقليم كوردستان لا يَسَعُهُ إلا الإشادة بهذا العمل الذي تَتَعَطّشُ إليه المكتبة الإنسانية وذوُو الاحتياجات الخاصة من إخواننا وأخواتنا مِن الصُّمّ والبُكمِ، وذلك انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾..


هذا وتم توزيع المصحف الشريف بلغة الإشارة على 160 من الصم والبكم المشاركين في اللقاء، وعبروا عن سرورهم وتقديرهم لهذه الخطوة.


ومن الجدير بالذكر أنَّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينة منحت الرخصة لأحد جوامع مركز محافظة أربيل العاصمة بقيام أحد الخبراء بتقديم وتوضيح خطبة الجمعة بلغة الإشارة للصم والبكم المشاركين في أداء صلاة الجمعة، حيث يوجد في إقليم كوردستان خمسة معاهد خاصة بالصم والبكم.


 


http://www.zanayan.org/t_detail.php?section=1&id=7722