فرحة نيسان أم كذبة نيسان؟!

كتقليد سنويّ غير لائق، تعوّد بعض الناس على أن يكذبوا في بداية شهر نيسان من كلّ عام بحجّة المزاح، والأغرب من ذلك نرى الكاذبين يجرّبون أنواع التعب و يتحرّون النماذج لاختيار الأشكال و الألوان الجذّابة لكذباتهم كي تكون مُلفتة أكثر و يستطيعوا جلب انتباه الناس إليها و يجعلهم فريسة داسمة لرغباتهم القبيحة، نعم قد تكون كذباتهم للفرح أحيانا، ولكن أحيانا تترك آثارا في منتهى السلبية في نفوس الذين استُهدِفوا بهذه البدعة المذمومة.

 

لكن مهما كانت نوايا و مقاصد تلك الكذبات، فإنها تعتبر بدعة سيئة ترفضها الطبائع السليمة و الأديان السماوية المختلفة.

 

موقف مضحك عندما نرى أن هذا التقليد السيئ لا يستند إلى أسباب منطقية أو جذور تاريخية، بل يتوقّف على أقبح رغبات الإنسان وهو الكذب، لذا فإنّ (كذبة نيسان) لا يعطي شرعية لاستمرار هذه البدعة السيئة، بل ويجعل مراجعة النفس و الانتباه الى هذه الغفلة العميقة أولويةً حتمية بهدف تغيير السلوك و التصرّفات و استئصال أصول هذه الظاهرة و أشباهها التي ترسّخت جذورها في عمق المجتمع.

 

من المؤسف جعل شهر نيسان رمزا لهذه الفضيحة التى تسمّى بـ(كذبة نيسان) في الوقت الذي يعتبر شهر نيسان رمزا لتزيّن الطبيعة بمختلف المناظر الجميلة كالورود و النرجس و الأعشاب الجميلة الخ.. في هذا الشهر تنعكس ألوان الربيع الملوّن على كلّ شئ، والطيور المغرّدة تخرج من الصمت و تتغرّد لجمال الطبيعة والحياة.

 

في شهر نيسان، تكون المناظر الطبيعية شاهدة على مدى أهمية مجيئ هذا الموسم المفيد في مختلف النواحي و الزوايا، حيث تعود كلّ الأشياء إلى الحياة و كل الطموحات تزدهر من جديد، لكن ماذا تفعل إزاء هذا الحكم الجائر للانسان حينما يدنّس جمال هذه الطبيعة الخلابة بهذ السلوك المنافي مع كافة الأعراف و التقاليد المحمودة.

 

أليس الآن وقت أن يراجع الإنسان في حكمه الظالم الذي أصدره ضد شهر نيسان، خصوصا حينما ندرك بأنّ هذا الشهر قدّم كل الدلائل المسلّمة لجمال الطبيعة و الحياة؟!، ألمْ يحن الوقت أنْ نرفض بدعة كذبة نيسان و أن ننزّه شهر نيسان من تلك التهم الباطلة الملصقة ببراءتها؟!، لذا فالنقرّر بذكاء و عدل و نغيّر عبارة (كذبة نيسان) إلى (فرحة نيسان).