د. عبدالله الشيخ سعيد الكوردي رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان داعش وما أدراك ما داعش!!! أعمالهم بعيدةٌ كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، مارسوا أعمالاً إجرامياً تحت إسم الإسلام و شعار التوحيد!!! شوَّهوا صورة الإسلام ، قاموا بقطع الرؤوس و ذبحها و حرقها،عملوا جرائم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أعمالاً وحشيةً مجردةً من الإنسانية، ولا تمت للإسلام بصلة، من إغتصاب النساء و سبيهم، وبيعهم بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودة،ولم يفرقوا بين المسلم وغيره،فجروا دور العبادة، و ذبحوا الأسير و حرقوه، واحتلوا الأراضي،و نهبوا البيوت،وفجرَّوها،وعاثوا في الأرض فساداً ودمارا،وأجبروا غير المسلمين على إعتناق الدين الإسلامي،والإسلام- دين الرحمة- بريء من أفعالهم، فهم تعصبوا لجهلهم وشوّهوا بأفعالهم صورة الإسلام الحقيقية، وجعلوا العالم يظن أنَّ أفعالهم تعبّر عن الإسلام، وفي الحقيقة أنَّ الإسلام بريءٌ منهم ومن أفعالهم، فالإسلام لم يحمل رسالة للتخريب والدمار،وإهانة الإنسان،ولكنَّه جاء لخدمة الإنسانية، ومن أجل تحقيق السلام العالمي، والرحمة للبشرية. فالوقوف بوجه الظالم المتعدي من الواجبات الشرعية التي أمرنا الباري-عزَّوجل- بها،وشاء القدر أنْ تقع مواجهتم و محاربتهم و التصدي لهم على عاتق الكورد، وأنْ يقف لهم بالمرصاد،فاستطاع البيشمركة -وبفضل الله- أنْ يتصدى لعدوانهم و ظلمهم و يوقفهم عن حدهم، بل واستطاع البيشمركة مجاهدو كوردستان أنْ يطهروا مساحات كبيرة من أراضي كوردستان المحتلة،وأنْ يحرر أعداداً كبيرة من النساء والأطفال والعزل من أيديهم و يفك أسرهم،ولم يبخلوا بالغالي و النفيس في مواجهتهم. فالشعب الكوردي وقواته البيشمركة المجاهدة لم يخرج، الا للوقوف بوجه الظلم الذي أصاب كوردستان بسبب داعش وأعمالهم الإجرامية،واصبحت تضحياتهم مثالاً ومناراً لكل من يقف بوجه الظلم لإصلاح حال المجتمع بشكل خاص والأمة بشكل عام، فما فعله البيشمركة يعدُّ أنموذجاً ومثلاً وقدوة لثورة الحق على الباطل، فرد الظالمين عن ظلمهم من أهم خصائص المسلم ومميزات المجتمع الإيماني و صفة من صفاته الأساسية ومقوماته الضرورية ،ولذلك امتدح المؤمن بصفة الإنتصار من البغي وعدم الخضوع للظلم، كي لا يتبجح الشر ويطغى، حين لا يجد رادعاً يكفه عن الإفساد في الأرض فيمضي وهو آمن مطمئن،فيقول القرطبـي في تفسير قوله تعالى:(( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )):أي ينتقمون ممن بغى عليهم ولا يستسلمون لظلم المعتدي. فأوجب الله تعالى على المؤمنين جماعاتٍ ووحداناً الإنكار على الظالم وعدم جواز السكوت عن ظلمه لأنَّ الأمة والمجتمع لا يمكن أن يصلحان ولا تصلح حالهم مع إنتشار الظلم وإستشرائه وتجبر الظالم وتكبره وتعاليه وخضوع الناس له وخوفهم منه وعدم قدرتهم على كف ظلمه ومنع فساده ورد ظلمه وبغيه والتصدي لجوره,ولذلك لابدَّ أنْ يجد الظالم مهما كان صغيراً أو كبيراً وزيراً أو أميراً حاكماً أو محكوماً، من يقاومه ويرد ظلمه ويمنع بغيه قبل وقوعه ويقتص منه ويعاقبه بعد وقوعه ولذلك أمر الله القادرين ممن وقع عليهم الظلم ألا يستكينوا للظالم ولا يخافوا من بطشه وجبروته وأنْ ينتصروا من الظالم الباغي وألا يسكتوا عن بغيه وظلمه يقول الآلوسي في تفسير الآية السابقة:(إي ينتقمون ممن بغى عليهم على ما جعله الله تعالى لهم ولا يعتدون). فمقاومة المعتدين والظالمين واجبٌ دينيٌ، وما تقوم به اليوم قوات البيشمركة المجاهدة من التصدي لداعش و محاربته هو أعظم واجب ديني، فهم حماة الإسلام والمسلمين،يدافعون عن الإسلام المظلوم، بعد ما شوَّه داعش صورته الحقيقية و السمحة،ويدافعون عن المسلمين المظلومين بعد أنْ مارسوا جميع أنواع الظلم تجاههم، لذا نشدُّ على أيدي البيشمركة المباركة، وندعوا من الله العلي القدير أنْ ينصرهم على الباطل-داعش ومن معه-إنَّه على نصرهم لقدير... |