إن من أخص صفات الأزهريين عشقَهم الشديد للجناب النبوي العظيم المعظَّم، وحبَّهم الشديد لصاحب الخُلق العظيم، والخَلق الكريم، والصراط المستقيم، وعنايتَهم الشديدة بكل ما يتعلق به - صلى الله عليه وسلم - من سيرته، وأخلاقه، وشمائله، ودلائل نبوته، ومعجزاته، وآدابه، وأحكامه، وقضاياه، وأقواله، وأفعاله، وأحواله، وصفاته، وتقريراته، وأذكاره، وحِكَمه، وبيانه، وبلاغته، وفصاحته، وبكل جانب من جوانب عظمته النبوية، وكمالاته البشرية؛ حتى أنهم ألفوا في كل ذلك المؤلفات، وكتبوا في كل ذلك الشروح والمقالات، وأفردوا بعضها بالتأليف والتصنيف والترصيف، وقرأوها على الناس وأقرؤوهم، وعلموهم، وأقاموا لها المجالس الفخيمة والمجامع العظيمة في الأزهر الشريف، وفي غيره من مساجد مصر ومدارسها، وانتشرت عنهم في كل بقاع الأرض. ومما اشتدت عنايتهم بالتأليف فيه، وأفردوا له المؤلفات، وعقدوا له المجالس الشريفة، وأقاموا له المجامع المنيفة؛ مولدُه الشريف - صلى الله عليه وآله وسلم -. فمن أشهر علماء الأزهر الذين أفردوا المولد الشريف بالتأليف، وكانوا يقرأونه في مجالسهم وعلى طلابهم، وخاصة في أيام مولده من شهر ربيع الأنور، في الجامع الأزهر، وفي غيره؛ الذين ذكرهم العلامة الكبير مسند الدنيا الشيخ محمد عبد الحي الكتاني في كتابه المسمى بـ «التآليف المولدية في التعريف بما أفرد بالتصنيف في المولد الشريف»: من هؤلاء الأزهريين الأكابر: 1- الحافظ نور الدين علي الهيثمي المتوفى سنة 807هـ. 2- ومنهم العلامة الحافظ الإمام عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنة 806هـ؛ سماه «المورد البهي في المولد النبوي». 3- ومنهم الحافظ السخاوي المتوفى سنة 902هـ؛ وسماه «الفخر العلوي في المولد النبوي». 4- ومنهم الحافظ السيوطي المتوفى سنة 911هـ؛وسماه «حسن المقصد في عمل المولد». 5- ومنهم العلامة النجم الغيطي المتوفى سنة 981هـ المشهور بـ «مولد الغيطي»؛ وقد شرحه العلامة أبو الحسن علي بن عبد القادر النبتيتي الحنفي المصري الأزهري بكتاب سماه «إرشاد الحائرين بشرح بهجة السامعين والناظرين»، واختصره العلامة المدابغي الأزهري. 6- ومنهم العلامة الشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المالكي المصري الأزهري المتوفى سنة 1078هـ، وسماه «ترويح الفؤاد بمولد خير العباد». 7- ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد الخضري الدمياطي المصري، وقد كتب العلامة أحمد رافع الطهطاوي حاشية عليه سماها «النسيم السَّحري على مولد الخضري». 8- ومنهم العلامة شيخ الديار المصرية حسن بن علي المدابغي الأزهري الشافعي المتوفى سنة 1170هـ، وهو مشهور بـ «مولد المدابغي»؛ وقد خدمه جماعة من العلماء الأزهريين كالعلامة المسنِد الشمس محمد بن علي الشنواني الأزهري المتوفى سنة 1233هـ، والعلامة الشيخ عبد الله بن علي الدِّمليجي الأزهري الشهير بسويدان، والعلامة الكبير محمد الأمير الكبير الأزهري المتوفى سنة 1232هـ، والعلامة الشيخ عطية الأجهوري، والعلامة الشيخ محمد زهران الأجهوري، والعلامة الشيخ أحمد الصاوي الأزهري محشي الجلالين المتوفى سنة 1264هـ. 9- ومنهم العلامة الكبير مفتي الصعيد الشيخ عبد الرحمن بن عبد المنعم الخياط الأزهري الجرجاوي المتوفى سنة 1200هـ. 10- ومنهم العلامة الفقيه الصوفي شيخ المالكية بالديار المصرية شهاب الدين أحمد بن محمد العدوي الأزهري المعروف بالدردير المتوفى سنة 1201هـ، ومولده هذا مشهور بـ«مولد الدردير»، وقد خدمه جماعة من الأئمة والعلماء؛ كالعلامة محمد بن محمد الأمير الصغير المالكي الأزهري، وشيخ الإسلام وشيخ الجامع الأزهر البرهان الباجوري، والعلامة الصوفي علي بن عبد الحق القوصي المتوفى سنة 1294هـ؛ سماه «الروض النضير على مولد الدردير». 11- ومنهم العلامة الشيخ إسماعيل النبهاني الأزهري المتوفى سنة 1350هـ، وسماه «النظم البديع في مولد الشفيع». 12- ومنهم العلامة الشيخ محمود بن محمد بن خطاب السبكي الأزهري شارح سنن أبي داود المتوفى سنة 1352هـ، سماه «المقامات العلية في النشأة الفخيمة النبوية». 13- ومنهم العلامة الصوفي محمد بن خليل الهجرسي الأزهري سماه «المنظر البهي في طالع مولد النبي»، وغيرهم الكثير؛ اقتصرنا على أشهرهم. ولا تزال – بفضل الله – عناية الأزهريين واحتفالهم بمولد سيد العالمين موصولةً بحبه وعشقه، وقراءة سيرته، وتعليم سنته، وخدمة أمته، وحراسة شريعته. وصلى الله وسلم وبارك على حبيبه ومصطفاه؛ صلاةً دائمة بدوام ملك الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، والحمد لله رب العالمين. بقلم الشيخ أحمد ربيع الأزهري الباحث في التاريخ والمنهج الأزهري نشر هذا المقال بجريدة عقيدتي عدد الثلاثاء 8 ربيع الأول 1441هـ الموافق 5 نوفمبر 2019م ، (السنة السادسة والعشرون)[العدد 4877] ، ص 5. ____ الشيخ أحمد ربيع الأهري |