البيان الختامي للندوة العلمية الإقليمية الثانية
اختتمت في اربيل الندوة الاقليمية الثانية بين اتحاد علماء الدين الاسلامي في اقليم كوردستان العراق ومركز الامام ابو عبدالله الشافعي في الاردن.
الندوة التي اقيمت يومي (27-28/2/2013) في قاعة (صلاح الدّين الَايّوبي) في فندق (بيست إن أربيل) تحت شعار (مفهوم الامة.. الانطلاق من الثوابت، والرحمة في المتغيرات)، وشارك فيها أساتذة وشخصيات وباحثون وعلماء الدّين من الَاردن ومصر واليمن، بالاضافة إلي إقليم كوردستان العراق، وسلطت الضوء علي الامور المختلف فيها بين المسلمين ووجود التفرق بينهم والذي يترتب عليه الشقاق والنزاع.
واختتمت بعد ظهر اليوم الخميس (28/2/2013) فعاليات النّدوة، وصدر بيان ركّز علي ضرورة المساهمة في علاج حالة الفرقة والتشرذم التي تعم التيارات الإسلامية والدعوية بالتركيز علي فهم الرحمة والتعددية في مساحة الخلاف المذهبي الذي يعكس مرونة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، والتأكيد علي مفهوم الَامة الدال علي لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والتنازع، وتضييق للخناق علي دعوات الإرهاب والتطرف التي تحاول أن تجد لها موطئا بدعوي الَامر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وفيما يلي نصّ البيان:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
البيان الختامي للندوة العلمية الإقليمية الثانية بعنوان:
(مفهوم الَامة.. الانطلاق من الثوابت، والرحمة في المتغيرات)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلي يَله وصحبه، وبعد..
فبدعوة ورعاية من "جمعية مركز الإمام -أبو عبد الله- الشافعي العلمي"، وبالتعاون مع "اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان": عُقِدَتْ الندوة العلمية الإقليمية الثانية للمركز بعنوان (مفهوم الَامة.. الانطلاق من الثوابت، والرحمة في المتغيرات)، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق، وذلك في الفترة من 27 إلي 28 من شهر شباط فبراير 2013م، وذلك بحضور مجموعة من العلماء والباحثين المتخصصين من مختلف البلدان الإسلامية؛ من الَاردن، ومصر، واليمن، وكوردستان العراق، وبحضور عدد كبير من أئمة وخطباء إقليم كوردستان.
وكان الهدف من الندوة: المساهمة في علاج حالة الفرقة والتشرذم التي تعم التيارات الإسلامية والدعوية بالتركيز علي فهم الرحمة والتعددية في مساحة الخلاف المذهبي الذي يعكس مرونة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، وقدرته علي التواؤم مع الَاعراف والتقاليد البشرية، واستيعابه لكل الَاسقف المعرفية، واتساقه مع كل الحقائق العلمية، والتأكيد علي مفهوم الَامة الدال علي لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والتنازع، وإبراز مفهوم أمة الدعوة وأمة الإجابة، الذي يعد كل البشر بعد بعثة النبي صلي الله عليه ويَله وسلم هم أمة الدعوة الإسلامية، وما يؤثره ذلك المفهوم من استيعاب ورحمة للعالمين، وتضييق للخناق علي دعوات الإرهاب والتطرف التي تحاول أن تجد لها موطئا بدعوي الَامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد قُدِّمَت خلال اليومين بحوثًا ودراسات علمية حول مفهوم الَامة، وضوابط الَامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترسيخ مبادئ فقه الاختلاف واحترام الَاخر.
وبعد عرض البحوث والمناقشات والمداخلات المستفيضة حولها، خلصت الندوة إلي التوصيات الَاتية:
• ضرورة البحث في نقاط الالتقاو وتفعيلها؛ حيث إنها أكثر من نقاط الاختلاف، وذلك لتكون سببًا من أسباب الاجتماع بين المسلمين.
• تضييق الخناق علي فكر التفرق والإرهاب الفكري والتطرف الديني.
• الاهتمام بالاعتدال والوسطية في الفكر والممارسة.
• حث الوزارات المعنية والجهات المسؤولة علي تبني ثقافة التعايش والَالفة والمحبة بين فئات المجتمع.
• محاولة إنشاو مراكز ومجامع علمية متنقلة تجتمع دوريًّا وتهتم بالتواصل الفكري.
• الاهتمام بالدراسات الخاصة حول فكر التكفير المفرق للَامة وبيان خطره.
• التركيز علي الحلول السلمية لإنهاو النزاعات المؤدية إلي الفرقة، والتأكيد علي أن سفك الدماو هو الضابط الفارق بين الَامر بالمعروف والنهي عن المنكر المأمور بهما شرعًا، وبين الفتنة المحرمة في الشريعة، فإذا اشتمل الَامر والنهي علي إراقة الدم صار فتنة.
• تفعيل فكرة حوار الحضارات والَاديان.
• العمل علي توسيع قنوات التعاون العلمي بين العلماو المسلمين بشكل مستمر.
• فتح قنوات الحوار مع أصحاب المشارب المتشددة، والحرص علي عدم إقصائهم، للحد من تحولهم من التطرف الفكري إلي الممارسة والتدمير.
• التأكيد بأن هذه الندوة جاوت لتعزيز توصيات الندوة الَاولي في تحريم امتلاك الَافراد والجماعات لَاسلحة الدمار الشامل التي أقيمت في الَاردن 2-3/10/2012.
وفي الختام تقدَّم المشاركون بالشكر الجزيل إلي حكومة إقليم كوردستان ومحافظ أربيل علي استضافة أعمال هذه الندوة وتقديمهم كل التسهيلات لانعقادها، مع تعبيرهم عن فائق شكرهم للمملكة الَاردنية الهاشمية حكومة وشعبًا علي دعمهم وحرصهم الدائم علي التواصل العلمي والثقافي بين علماء المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته