بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى حول الإستفادة من التيار الكهربائي بأسلوب غير مشروع
ما الحكم الشرعي في الإستفادة من التيار الكهربائي بأسلوب يخالف الأسلوب المشروع المتعارف عليه، إما بتعطيل ساعة الكهرباء، أو الاقتباس من الأسلاك قبل وصولها لساعة العداد؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، فبعد دراسة نصّ السؤال السابق من قبل السادة أعضاء اللجنة العليا للإفتاء، وبالإستفادة من نصوص الشرعية و أراء الفقهاء، إجتمعت اللجنة العليا للإفتاء في إقليم كوردستان بتأريخ 28/1/2015 و أصدورا الفتوى التالية:
من المعلوم أنَّ الكهرباء في الإقليم تعدُّ ثروة وطنية، والمحافظة عليه واجبٌ دينيٌ ووطني، ومن الواجب على الجميع أفراداً و جماعات و هيئات حكومية الحفاظ عليه،والإستفادة من التيار الكهربائي يجب أن يكون بالطرق المشروعة، أما إذا كانت الإستفادة منه بأسلوب يخالف الأسلوب المشروع المتعارف عليه، وذالك إما بتعطيل ساعة الكهرباء، أو الإقتباس من الأسلاك قبل وصولها لساعة العداد فغير جائز شرعاً، و يدخل في باب الحرام والغش و الخيانة، لأنَّ:
1/ الرسول صلى الله عليه وسام يقول: من غشنا فليس منا، وهذا العمل غشٌ واضح وتجاوز ظاهرٌ على التيار الكهربائي.
2/ والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (البر ما إطمأن إليه القلب واطمأن إليه النفس، والإثم ماحاك في النفس ، وتردد في الصدر،وإن أفتاك الناس وأفتوك ) رواه مسلم، والذي يتعامل مع التيار الكهربائي بغير الطرق المشروعة، لا يطمئن نفسه بهذا العمل، ويشعر بالإثم في داخله، لأنَّه لا يتمنى أن يطلع أحدٌ على ما عمله.
3/ هذا العمل يدخل في باب الإسراف، والإسراف كما هو معلومٌ عبارة عن صرف الشيئ فيما ينبغي زائداً على ما ينبغي، وعرَّفوه أيضاً بأنَّه عبارة عن: ما زيد بعد المطلوب، و الباري عزَّوجل يرشدنا إلى الإبتعاد عن الإسراف بقوله:( ولا تسرفوا إن الله لايحب المسرفين).
كما أنَّ التوصيل العشوائي للكهرباء يتسبب في أضرار فنية على الفاعل أو على غيره فيكون بذلك قد إرتكب إثماً آخر، لذا ترى اللجنة العليا للإفتاء في إقليم كوردستان أن أي تجاوز على شبكات الكهرباء و بأي شكلٍ من الأشكال يعتبر عملاً حراماً، وغير جائز شرعاً و يدخل في نطاق الغش و الخيانة، و يجب على المسلمين جميعاً الإبتعاد عن مثل هذه الأعمال... و الله تعالى أعلم.
اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان
اللجنة العليا للإفتاء
27/1/2015