حكم سبـي النساء واسترقاقهنَّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تناقلت وكالات الأنباء العالمية والمحلية قيام إرهابي داعش بـ ( سبـي النساء الإيزيديات) وبيعهنَّ بثمنٍ بخسٍ على مرآى و مسمع من الناس في أسواق علنية في الموصل و الرقة وغيرها، فمن أجل بيان الحكم الشرعي للمسألة، إجتمعت اللجنة العليا للإفتاء في يوم الثلاثاء 19/ 5 /2015، وبعد الدراسة ومداولة الرأي وعرض آراء فقهاء المذاهب الإسلامية و بالإستفادة من آراء المعاصرين و المجاميع الفقهية في العالم الإسلامي، قررت اللجنة العليا للإفتاء ما يلي:
إنَّ الإسلام لم يأتِ بالرق و السبـي بل جاء بالعتق والحرية ، وكان الرق والسبـي من أحد المظاهر الإجتماعية الموجودة قبل الإسلام، فكان من أحد أهداف الإسلام التي لا ينكرها أحدٌ من الفقهاء هو القضاء على الرق، فشرَّع الأحكام والأعمال التي تقضي على هذه الظاهرة بالتدرج شيئاً فشيئاً كما هي حكمة الإسلام في أكثر تشريعاته، لتكون حلولاً نافعة وحاسمة لأصل الفساد ومصدره، قال تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)، وأجمع المسلمون على تحريم الرق و تجريمه،وما قام به إرهابيوا ( داعش ) يعدُّ خرقاً لإجماع المسلمين من تحريم سبـي النساء وإسترقاقهنَّ، فما قاموا به إنَّما هو بيعٌ للحرائر وتقنين للإغتصاب وإكراه على البغاء وحرابة وإفسادٌ في الأرض، ونقضٌ لذمة الله تعالى ورسوله، و هذه مِنْ كبائر الذنوب، وموبقات الإثم، وعظائم الجرائم ، فتوعَّد الله فاعليها بالعذاب الشديد والعقاب الأليم، فهم استأنفوا من جديد الفتنة و الفساد في الأرض بإستئناف شيءٍ تشوَّف الشرع إلى الخلاص منه منذ زمنٍ بعيد، وهم يتحملون بعملهم هذا مسؤولية هذه الأعمال الإجرامية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ومناقضة تماماً لمقاصد الشريعة وأحكامها....
والله سبحانه وتعالى أعلم .
اتّحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان
اللجنة العليا للإفتاء
19/5/2015 م
1/رجب/1436 هـ