بسم الله الرحمن الرحيم
ورد سؤال إلى اللجنة العليا للإفتاء حول أفضلية الذهاب إلى العمرة في وقت الحاجة والشدة أم التبرع بتكاليف العمرة للفقراء، فمن أجل بيان الحكم الشرعي للمسألة، إجتمعـت اللجنة العـليـا لـلإفتاء في يـــوم الثلاثـــاء 16/ 2 /2016، وبعد الدراسة ومداولة الرأي وعرض آراء فقهاء المذاهب الإسلامية و بالإستفادة من آراء المعاصرين و المجاميع الفقهية في العالم الإسلامي، قررت اللجنة العليا للإفتاء ما يلي:
في حالة وجود المجاعات و الفقر الشديد فإنَّ الصدقة أفضل من تكرار العمرة،وقد يصل الأمر إلى تقديم الصدقة على أداء الحج المفروض عند وجود المجاعة، قال العلامة الحطاب رحمه الله في مواهب الجليل: أنَّه سئل مالك أيهما أحب إليك، الحج أو الصدقة؟ فأجاب: إلا أنْ تكون مجاعة.
الخلاصة: الصدقة في وقت الحاجة وشدة المجاعة أفضل من عمرة التطوع، لأنَّ نفع العمرة قاصرة على صاحبها، والصدقة على المحتاجين و الجياع يتعدى نفعها، وما كان نفعه متعدياً أفضل مما كان نفعه قاصراً ، وهذا عامٌ في فقراء المسلمين في كل مكان، ولكن الفقراء الذين هم في البلد أحقُ من الذين في خارج البلد، قال تعالى: ()(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)، ونحن على علم أنَّ إقليم كوردستان يمرَّ في هذه الأوقات بأزمة مالية شديدة، لذا يمكن للمواطنين الأغنياء أنْ يقوموا بالتصدق بأموالهم على الفقراء و ذوي الحاجة بدلاً من الذهاب إلى عمرة التّطوّع أو تكرارها في هذا الوقت الراهن ... والله سبحانه وتعالى أعلم .
اتّحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان
اللجنة العليا للإفتاء
16/2/2016
7/جمادی الأولى/1437هـ