لقد تفاجئنا بتصریح الدكتور مهدي الصميدعي رئيس ما يسمّى بـ (دار الإفتاء العراقية) بتأريخ 2/4/2017، وطالب فيه الشعب الكوردي بتقوى الله ورفع العلم العراقي في كركوك، وبالتالي يتحمل الشعب الكوردي وحكومة إقليم كوردستان التّبعات السّلبية التي تنتج عن رفع العلم الكوردستاني في كركوك.
إنّه لمن المحزن والمخيّب إقحام المفتي موقعه ومؤسّسته في الصّراعات السّياسية، إذ قضية رفع العلم قضية قانونية ودستورية لا دخل للفتوى فيها، وقد رأى الجميع فيما مضى النتائج الوخيمة لزجّ الفتاوى الدّينيّة في المسائل السّياسية والصّراعات الطّائفية والنعرات المذهبيّة الّتي أتت بالويلات والمآسي على العراق الحالي، ولم تنته منها، ولاسيّما أنّ هذه المناطق من المناطق المتنازع عليها في الدّستور العراقي، لذا فمن الطّبيعيّ أن يرفع فيها العلم الكوردستاني بجانب العلم العراقي، ونتمنّى من الشّيخ المفتي أن يكفّ عن هذه العبارات المؤذية الّتي توسّع الفجوة بين مكوّنات العراق ويعيق المحاولات الإصلاحيّة، إذ المأمول من مثل هذه المؤسّسات الدينية أن تكون أداة الإصلاح وتنميّة روح الأخوّة بدل أن تصير بيدقا بيد مثيري الفتنة ونشر الكراهية، ومن ثمّ إراقة دماء أكثر.
إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان
3/4/2017