بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (( وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا )) صدق الله العظيم
في وقت كان الشعب الكوردي عموماً وعلماء الدين الاسلامي خصوصاً؛ يتطلعون الى أنْ يتخذ الأزهر موقفاً مسانداً للشعب الكوردي المظلوم عبر التأريخ، أو يؤدي دور الحَكَم العدل؛ كونه الخيمة البيضاء على الأمة الإسلامية.. لكن تفاجئنا ببيانه الصادر في 2 اكتوبر 2017 والذي ينصَّبُ من أوله الى آخره لصالح الحكومة المركزية والمتطفلين حولها، لذلك نود أنْ نوضح مايأتي:
أولاً: إنَّ الأزهر الشريف إستخدم آية قرانية موجبة للإعتصام بحبل الله تعالى ودينه القويم في غير محلها؛ علماً أنَّ الكورد وبعد نيل إستقلالهم لايخرجون عن دائرة الإسلام ولا الأمة الاسلامية، كما هو حال غيرهم من الشعوب الإسلامية.
ثانياً: لو كان الأزهر متابعاً لأحداث العراق التأريخية، ومطلعاً على دستوره النافذ؛ لعلم أنَّ كوردستان تسمى بـ (أقليم كوردستان) وليست (المنطقة الشمالية) مما دل على المغازلة الظاهرة.
ثالثاً: نحن لم نكن دعاة الإنفصال، بل دعاة الإستقلال الذي هو حق شرعي وقانوني ودستوري.
رابعاً: إنَّ الدولة العراقية؛ هي دولة فدرالية إتحادية إختيارية، وليست أراضيها وحدة واحدة لا سياسياً ولا جغرافياً ولا عرقياً، كما جاء في البيان.
خامسا: نرى إن إستقلال كوردستان ونيل شعب كوردستان؛ يفشل المخطط الإستعماري الذي قسَّم أرض كوردستان وشعبه، بخلاف ماجاء في البيان.
سادساً: كان الأولى للأزهر أنْ يأسف لرفع العلم الإسرائيلي شامخاً في عواصم الدول العربية والإسلامية وخصوصاً في مصر، ولا ينزلق لما تناقلته وسائل الإعلام من رفع للعلم الإسرائيلي، ثم إنَّ ذلككان أمراً عفويا وردة فعل عاطفية، حيث لايوجد في كوردستان لحد الآن قنصلية ولا سفارة إسرائيلية كما هو الحال عندهم.
سابعاً: كان الأفضل أنْ يهيب الازهر الشريف بالشعبين الكوردي و العربي في العراق الفدرالي من أجل الحوار البناء، توصلاً الى نيل الحقوق ورفع المظالم، وتجنباً للعنف والإقتتال بين المسلمين، لا سامح الله.
ثامنا: إنَّ الإحتلال البغيض، كما تسمونه؛ إنَّما جاء عبر قناة السويس والخليج، ولم نكن نحن من استضفناهم.
وأخيرا؛ نذكرهم بما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم : من حسن الإسلام المرء تركه ما لا يعنيه ...
والله الموفق الهادي الى طريق الرشاد
اللجنة العليا للإفتاء في إقليم كوردستان
13 محرم 1438 هـ
3/ أكتوبر / 2017م