لم يدر في خلد عضو حزب الحرية اليميني الهولندي السابق أرنود فاندور أن يدخل الإسلام الحنيف، ويتوجه بعد (25) يوما إلى الحرمين الشريفين، خصوصا أنه كان ينتمي للحزب الذي أسهم في إنتاج الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح فاندور وعيناه تذرفان الدمع وهو في الروضة الشريفة في المسجد النبوي أنه كان ينتمي لأشد الأحزاب تطرفا وعداء للدين الحنيف، مبينا أنه بعد أن شاهد ردود الأفعال ضد إنتاج فيلم «الفتنة»، بدأ في البحث عن حقيقة الإسلام ليجيب عن تساؤلاته حول سر حب المسلمين لدينهم ورسولهم الكريم.
وأكد أن عملية البحث قادته لاكتشاف حجم الجرم الكبير الذي اقترفه حزبه السابق، موضحا أنه بدأ في الانجذاب إلى الدين الإسلامي، وشرع في القراءة عنه بطريقة موسعة، والاقتراب من المسلمين في هولندا، حتى قرر اعتناق الدين الحنيف.
وحرص فاندور الوقوف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يغادر المكان حتى ذرف الدمع، وتوقف عند جبل أحد، وقال: «كم قرأت عن هذا المكان وهذه المعركة وكم أحببت أن أقف هنا اليوم، وهو شعور أجمل من القراءة».
وزار فاندور إمامي المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير، والشيخ علي الحذيفي، وتلقى منهما الكثير من الدعم والتوجيهات والنصائح التي تعينه في حياته المستقبلية.
وتوجه فاندور إلى معرض المسجد النبوي الشريف واستمع إلى شرح مفصل عن مراحل التوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، وقال «ما يصنعه خادم الحرمين الشريفين عمل كبير ورائع يخدم المسلمين في أرجاء العالم». ويحفل جدول فاندور بالعديد من البرامج منها زيارة إمام مسجد قباء الشيخ صالح بن عواد المغامسي، ومن ثم الانتقال إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وذلك قبل أن يتوجه إلى الرياض للالتقاء بعدد من المسؤولين قبل مغادرته إلى هولندا. وفي نهاية زيارته للمدينة المنورة متوجها لأداء العمرة تحدث أرنود لـ «عكاظ» قائلا: «إن وداع المدينة المنورة امر محزن، ولكن عزائي هو أنني ذاهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، وسأعود لهذه البقاع الطاهرة مرة أخرى وفي وقت قريب».
ووصف أرنود خلال زيارته لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، أنه مشروع ضخم يقدم كتاب الله لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأضاف أنه سعيد جدا بهذا العمل المنظم في واحدة من أكبر المطابع في العالم، وقد رافقت «عكاظ» أرنود بعد ذلك إلى مسجد قباء، حيث التقى أمام وخطيب المسجد الشيخ صالح المغامسي.