بعد أن وجه اتّحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، نداءاً مفتوحاً إلى جميع الشخصيات والعلماء والمراجع الدينية والهيئات الرسمية وغير الرسمية في العالم الإسلامي لإدانة ما يقوم به تنظيم داعش من أعمال وحشية وإرهابية في محافظة الموصل و شنكال وزمار وغيرها من المدن من القتل والنهب والتهجير وهتك الأعراض وإجبار المسيحيين و الإيزيدين على إعتناق الإسلام وأخذ الجزية منهم وتدمير المساجد ومقابر الأنبياء والصالحين والتراث الإسلامي أمور مخالفة لسماحة الإسلام و تعاليمه، وتنافي كل مبادئ الإسلام وقيّمه وأخلاقه، وما يدعو إليه من حرية الرأي والمعتقد وحق الإنسان في الحياة .
حيث لاقى هذا النداء صداه في العالم الإسلامي حيث عبر عدد من الشخصيات الدينية وإتحاد علماء المسلمين وعدد من المراكز الدينية والإسلامية، ومنهم الأزهر الشريف، بعد توجيه بياناً لعلماء الدين في إقليم كوردستان جاء فيه: "أن علماء الدين الإسلامي في كوردستان يطالبون جميع الشخصيات والعلماء والمراجع الدينية والهيئات الرسمية وغير الرسمية في العالم الإسلامي للتنديد والشجب بهذه العمليات الإجرامية التي طالت المسلمين قبل المسيحين والإيزيدين، لتبرئة الذمة أمام الله تعالى".
أبدى الأزهر الشريف موقفه من هذا التنظيم والأعمال الوحشية التي يرتكبها بحق الأبرياء، حيث قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف: "أن داعش هم تتر جديد والإسلام براء من أفعالهم وبعيد كل البعد عن النهج الإسلامي، ومن الواجب مجابهة ومواجهة هذا التنظيم الإرهابي".
وفي وقت سابق، كان مستشار مفتي جمهورية مصر العربيّة الدكتور إبراهيم نجم، في تصريح له، أن تنظيم داعش بفكره المتطرف قد ضلل الكثير من الشباب الذين غرر بهم تحت إسم الدين و تحت إسم "الدولة الإسلامية" التي يسعى "داعش" لتاسيسها، بينما في الحقيقة محاولة لتشويه الدين وتدمير البلاد وسفك دم العباد.
قد أعلن أن "الإنتماء الى التنظيمات المتطرفة مثل (داعش) حرام شرعاً لأنها تسعى لدمار البلاد وتشويه صورة الإسلام في العالم وإنهم ضلوا في إستنباط الأدلة الشرعية ليبرروا أفعالهم الدموية.
وأضاف المتحدث الرسمي لدار الإفتاء المصرية أن "داعش" وغيرها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة قد ضلوا في إستنباط الأدلة الشرعية، وانجرفوا في فهمهم للآيات والأحاديث، فهم يلوون عمق النصوص لكي يبروروا مواقفهم وأفعالهم الدموية المتطرفة، فهم لا يتورعون عن التجرؤ على دماء الخلق، واستصدار الفتاوى الشاذة المنكرة لصالح منهجهم التكفيري الذي يعيثون به في الأرض فساداً.
وشدد نجم، على حرمة الإنتماء لتلك التنظيمات والجماعات المسلحة التي تسعى لتخريب البلاد، وتشويه صورة الإسلام في العالم أجمع بأعمالهم الوحشية، وأكد أنه يجب التصدي لتلك الأفكار الهدامة والفكر الصدامي.
واختتم مستشار فضيلة المفتي بأن ما تقوم به جماعة داعش من إرهاب و قتل وتخريب في العراق و سوريا و غيرهما من البلاد يصب في مصلحة أعداء الإسلام، ويجلب للبلاد العربية والإسلامية الدمار والخراب، وقد يكون ذريعة للتدخل الأجنبي في تلك البلاد.
وفيما يخص ما يتعرض له مسيحيي العراق، قال الدكتور إبراهيم: " تلك الأفعال لا يقرها مذهب من مذاهب المسلمين وهو عمل لا علاقة له بالإسلام ولا بأي دين من الأديان لأن الشريعة الإسلامية نصت على حرية الفكر للإنسان وحرمت إجبار الناس على إعتناق الإسلام".
وذكر الدكتور إبراهيم، أن خلفاء الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، تعاملوا بالحسنى مع أصحاب الديانات الأخرى خلال تحريرهم للمدن آنذاك، حيث جاء في معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس أنه "لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شئ من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم"، وأن الأفعال الشنيعة التي يقوم بها هذا التنظيم تؤذي الرسول الكريم وتشوه صورة الدين الإسلامي، حيث قال في حديثه الشريف :(ألا من ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ منه شيئا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يوم الْقِيَامَةِ) راوه أبوداود، لافتاً، إلى أن داعش الإرهابي أستخدم الدين الإسلامي وسيلة لإرضاء أهواءهم وهم ليسوا جديرين به، وأخذ الجزية من أهل الكتاب غير مقبولة.