في مسعى للوقوف على أسباب التطرف الديني في كوردستان وسبل معالجتها، وبحضور السيد وزير الأوقاف و الشؤون الدينية و السيد محافظ أربيل و عدد كبير من علماء الدين والأكاديمين و على قاعة الشهيد سعد عبدالله، نظَّم اتحاد علماء الدين الاسلامي في كوردستان وكلية العلوم الاسلامية بجامعة صلاح الدين في اربيل في يوم الإثنين 27/10/2014 ندوة فكرية بعنوان (ظاهرة التطرف الفكري، اسبابها وسبل معالجتها)،حيث ناقش علماء دين وأكاديميون ظاهرة التطرف الديني .
وقال رئيس اتحاد علماء الدين الاسلامي في كردستان عبدالله ملا سعيد لموقع (زانايان) : إن الندوة تهدف لدراسة التطرف الديني وظهورها في كوردستان العراق، وبين أنَّ الندوة تركز على موضوع هل أنَّ للتطرف الديني جذور في المجتمع الاسلامي أو هي ظاهرة دخيلة عليه وتصحيح الفهم الخاطئ لدى البعض الذين يقولون ان الاصل في الاسلام الحرب وليس السلم.
وأشار إلى أن "كوردستان بشكل عام تتجه نحو الوسطية ولكن حدثت ظواهر من هناك وهناك والتحق بعض الشباب الكورد بالجماعات المتطرفة ولهذا رأينا أن نبحث عن الحلول ونقطع الطريق امامهم بتوضيح ما فهموه بشكل خاطئ".
وتضمنت الندوة جلستين، حيث تضمنت الجلسة الأولى و التي ترأسها الدكتور بشير خليل الحداد تقديم ثلاثة بحثوث تحت عنوان( بناء الإنسان أصل بناء العمران )للأستاذ نوزاد صواش من توركيا، و ( جدلية العلاقة بين النص و الواقع في النصوص الشريعة) للباحث عبدالرحمن صديق، و( الآخر في الثقافة الإسلامية) للدكتور عثمان محمد غريب.
وفي الجلسة الثانية ترأس الجلسة الدكتور أحمد الشافعي حيث قدَّم الدكتور جمال السفراتي من المملكة الأردنية الهاشمية بحثاً بعنوان (دور المؤسسات الدينية و التربوية في مواجهة الفكر التطرفي) و الدكتور جتو هرمزياري (الفكر التطرفي دخيل على المجتمع الكوردي).
وتناول الباحثون في بحوثهم جميعاً على أهمية مثل هذه الندوات وبالأخص في مثل هذه الظروف الراهنة،وأكدوا على أهمية الكشف عن المؤسسات الدينية في مواجهة الفكر التطرفي، وأكدوا أنَّ الإرهاب دخيل على المجتمع الكردي، مشيراً الى أن مثل هذه الندوات تهدف الى إظهار ان الأصل في الاسلام السلم لأنَّ الكثير فهموا الواقع الاسلامي فهماً خاطئا باعتبار أنَّ الأصل في الإسلام الحرب وليس السلم .
وأكدَّ الاكاديمي جمال السفرتي من الأردن الذي قدم ورقة عمل عن دور المؤسسات الدينية والتربوية في معالجة الفكر المتطرف، اشار الى جملة أسباب حول ظهور التطرف الديني في المنطقة العربية، وأوضحها بالقول: "هذا يتحمل مسؤوليته أطراف كثيرة لأنَّ هناك أسباب سياسية عميقة وأسباب خارجية عميقة وأسباب داخلية عميقة، وأنا أتحدث عن أسباب داخلية أنه ليس عجز العلماء ولكن بطريقة معينة بارداتهم أو بغير إرادتهم اشغلوا بتوافه الأمور والآن لدينا أهم شيء وهي مسؤولية كل عالم وكل مفكر إعادة بناء الانسان وخاصة في العالم العربي والمسوؤلية يتحملها بالدرجة الأولى العلماء والحكام وبالدرجة الثانية بقية الناس وخاصة المثقفين منهم.".
بينما أشار الدكتور عثمان محمد غريب إن التكفير دمر الخلافة وقتل الخليفة على بن طالب، مؤكداً أن التكفير إذا حل بمكان تبعه التفجير والقتل، ويهدم الدول التي حل بها، مؤكداً أن الاصل عند الفكر التطرفي التكفير بينما الأصل في الاسلام الرحمة و التسامح وﻻبد أن يعرف ذلك كل العاملين في مجال الدعوة، كى يتمكنوا من مواجهتها. وتابع، أن القتل أصبح وظيفة حركة داعش، وأصبحت تكفر الجيوش العربية، بطريقة لم يعرفها الفقه الإسلامى من قبل، فهم يقتلون الشخص على أساس جنسيته.
وأكد الكتور جتو هرمزيارى أنَّ المجتمع الكوردي بعيد كل البعد عن الفكر التطرفي، و أنَّ هذا الفكر دخيل على المجتمع الكوردي، و تمتع المجتمع الكوردي منذ القدم بروح الوسطية والإعتدال و التسامح و قبول الآخر، وعلى علماء الدين الإسلامي إبراز هذه الخصال الحميدة في المساجد و خطب الجمعة و تربية الجيل الجديد على هذا الفكر الوسطي المعتدل.
وشارك في الندوة مجموعة من الاكاديميين والمفكرين والمختصين في الفكر الاسلامي من إقليم كوردستان وتركيا والمملكة الأردنية الهاشمية.