أكدَّ الشيخ عبدالله الشيخ سعيد الكوردي رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان على ضرورة العمل من أجل القيام بتصحيح مجموعة من المفاهيم التي قام الإرهابيون من الإستفادة في سوء فهمها و إستعمالها، جاء ذلك في الندوة التي نظمتها منتدى الفكر الإسلامي بالتعاون والتنسيق مع مركز زانايان الثقافي يوم الإثنين 15/12/2014 و الذي حضره عدد كبير من علماء الدين و المثقفين وأساتذه و طلاب جامعة سوران، حيث قدَّم الشيخ عبدالله الشيخ سعيد الكوردي رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان محاضرة قيَّمة حول ضرورة مواجهة الفكر التطرفي و تصحيح المفاهيم و المصطلحات التي قام الإرهابيون بسوء إستخدامها و الترويج لها.
حيث وضَّح سيادته بأنَّ قيام الإرهابيين بالإستعمال السيء للكثير من المصطلحات الإسلامية كـ (الخلافة و الجهاد والحاكمية و المواطنة و الجاهلية و التكفير و الشرك و التعامل مع أهل الكتاب و الجزية و إسترقاق الناس و سبي النساء و غيرها) لها أثر سيء في تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، ومن واجب الجميع إبراز الصورة الحقيقية للإسلام و إستعمال هذه المصطلحات بمفهومها الشرعي الواسع الذي جاء به رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم،و الكشف عن الأعمال الإرهابية التي قام بها المتطرفون من قتل الإبرياء من المدنيين العزل و الصحفيين و هدم قبور الأنبياء و الصالحين والإساءة إليهم و إستخدام القرآن الكريم و المساجد في الأعمال الإرهابية يدل دلالة واضحة على فشلهم و عدم فهمهم لتعاليم الدين الإسلامي.
وتابع سيادته قائلاً: إنَّ الإسلام هو دين الرأفة والمحبة والرحمة والتعايش مع الآخرين، ولكنَّ الإرهابيین جعلوا الدّين الإسلامي الحنيف دين قسوة وبطش و تعذيب وقتل، وهذا إساءة إلى الدين الإسلامي والعالم كله، فعلى هؤلاء المتطرفين مراجعة أعمالهم والكف عنها والتوبة منها والرجوع إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة، والعودة إلى دين الرحمة.
وأشاد سيادته أيضاً بالدور الرائد لعلماء الدين الإسلامي وأئمة وخطباء منطقة سوران وضواحيها لما يبذوله من قصارى جهدهم في نشر روح الوسطية وقبول الآخر والتعايش بين أفراد المجتمع، مبينناً أنَّ التطرف الديني يعدُّ من التحديات الكبيرة التي تواجه الدعوة الإسلامية، لأنَّه ضد الوسطية التي أمر بها ديننا الحنيف في التصور والإعتقاد، وفي التفكير والشعور، وفي التنظيم والتنسيق، وفي الإرتباط والعلاقات، وفي الزمان والمكان، فالمطلوب من علماء الدين جميعاً أنْ يعطوا صورة مشرفة عن الإسلام، من غير إفراط ولا تفريط، من غير غلوٍ ولا تساهل، منطلقين من الوسطية التي أمرنا بها الباري عزَّوجل وحثَّ عليها رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث ألقى الإسلام مسؤلية عظيمة على العلماء، فهم بحكم وعيهم بمضامين الوحي الإلهي، وفهمهم لأحكام الشريعة ومقاصدها وإطلاعهم على نصوص الكتاب والسنة وقدرتهم على توجيهها والإستنباط منها، وحل معضلات الحياة العصرية على ضوئها، فإنَّ مسؤليتهم تكون كبيرة، لأنَّ مسؤليتهم لا تنحصر في بيان الحلال والحرام فقط، بل تتعدى إلى تثبيت العقيدة الصحيحة والمعاني الإيمانية، والكليات التي تُشعر المسلم بأهمية الإسلام في ملء ثقافته وإشباع روحه.
هـ باليساني