في الذكرى السنوية الأولى لقيام داعش الارهابي بالهجوم على اقليم كردستان العراق وفي اطار الجهود الرامية لمحاربة الفكر المتطرف نظم مركز الإمام الشافعي العلمي في المملكة الأردنية الهاشمية بالتنسيق و التعاون مع إتحاد علماء الدين الاسلامي في كوردستان ندوة فكرية تحت عنوان (توظيف المصطلحات الشرعية في مواجهة الارهاب المتطرف) لمناقشة ثلاثة محاور رئيسية وهي:مفهوم التطرف والتكفير والدولة الاسلامية ودولة الخلافة وخطورة استعمال المصطلحات في غير محلها.
وانطلقت اليوم الإثنين 10/8/2015 مراسيم افتتاح الندوة بحضور السيد وزير الأوقاف و الشؤون الدينية و محافظ أربيل و رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان و عدد كبير من علماء الدين الإسلامي في محافظات الإقليم و عدد من أساتذة الفقه و الشريعة في جامعات الإقليم.
وفي تصريح لموقع زانايان أكدَّ الدكتور عبدالله ملا سعيد رئيس اتحاد علماء الدين الاسلامي في كوردستان:إنَّ الندوة تأتي في إطار استمرارية محاربة التطرف والارهاب عن طريق علماء الدين الاسلامي وخطباء المساجد وتصحيح هذه المفاهيم المشوهة من قبل الارهابيين واستخدام هذه المصطلحات للرد على الافكار الفاسدة التي تروج لها الارهابيون .
واشار الى أنَّ للمؤسسات الدينية في العالم الاسلامي دائماً دور بارز في تصحيح هذه المفاهيم وبالاخص الازهر الشريف، مشيرا الى قيام العديد من المفكرين باستعمال هذه المصطلحات للرد على الارهابيين.
كما وأشار الدكتور سمير مراد الشوابكة المؤسس و المدير العام لمركز الإمام الشافعي إلى أنَّه و إتماماً لرسالة المركز والتي حملها على عاتقه لمحاربة الأفكار المتطرفة و من أجل مد يد العون لكل من يريد إضفاء الشرعية على عمله و توحيد الجهود في المنطقة لمواجهة الأفكار المتطرفة ومن أجل إنجاح خطة الدفاع عن سلامة الإسلام و المسلمين من التلوث بالدماء البريئة قمنا بعقد هذه الندوة.
هذا و قدمت في الندوة ستة بحوث علمية قيّمة في جلستين، حيث تطرق الباحث الدكتور رشاد الكيلاني من المملكة الأردنية الهاشمية في بحثه الذي كان بعنوان(التطرف والإرهاب) إلى مفهوم التطرف الإرهاب ، وهل أنَّ الإرهاب مصطلح مجمل ، وهل في الإسلام إرهاب ؟ وكذلك أشار إلى الفرق بين التطرف الشخصي والمؤسسي المنهجي ، كما وأوضح عناصر وأسباب التطرف الديني ، مع ذكر طرق ووسائل علاج التطرف المصلحي .
فيما أكدَّ الباحث الدكتور محمد عبدالله أحمد من إقليم كوردستان في بحثة و الذي كان بعنوان (الجاهلية و التكفير) إلى المقصود من الجاهلية و التكفير و محاولات تشوية المتطرفين لها ، كما وأشار أنَّ التكفير قسمان: أصلي وطارىء، كما أشار إلى طريقة الخوراج وأمثالهم في إسقاط الأحكام، وأنَّ التكفير حكم مطلق لا ينطبق على معين إلا قضاءا، مع بيان طريقة التعامل مع أصحاب الفكر التكفيري.
و تطرَّق الباحث الدكتور سمير مراد الشوابكة من المملكة الأردنية الهاشمية إلى مفهوم الدولة والخلافة ، وهل الدولة غاية أم وسيلة ، كما وأشار إلى أنَّ الدولة الإسلامية دينية أم مدنية ، وعن الحكم الشرعي في تعدد دول المسلمين، فيما وضح أيضاً مفهوم الحاكمية في الدولة ، وتطرق إلى مقاصد الدولة وغايتها .
وتطَّرق الأستاذ عبدالرحمن صديق كريم من إقليم كوردستان في الجلسة الثانية إلى بيان مصطلحي الرق و السبي، وكيف عالج الإسلام التعامل مع مثل هذه الظاهرة، وكيفية القضاء عليها، موضحاً هل أنَّ الرق و السبي مقصوداً لذاته، مشيراً إلى الممارسات المشوهة من قبل الذين ينتسبون إلى الدين أمام هذه الظاهرة.
وأكد الدكتور جمال السفرتي من المملكة الأردنية الهاشمية إلى الوقوف على مصطلح القتال و الجهاد، وأنَّ القتال لفظٌ مشترك قد يُحمد و قد يُذم، وأنَّ النصر وأسبابه ووسائله مطلقة أم مقيدة، مشيراً إلى شروط مشروعية الجهاد بنوعيه (الأصغر والأكبر) وأنَّ الجهاد في الإسلام يعتبر وسيلة لا غاية.
وفي ختام الجلسة الثانية تطرَّق الدكتور: عبدالله سعيد ويسي رئيس إتحاد علماء الدين كوردستان إلى بيان مفهوم مصطلح التعايش السلمي مع بيان المقصود من المواطنة، موضحاً مفهوم المواطنة بين حقوق الإنسان وواجباته،كما أشار إلى المقاصد وعلاقتها بالتعايش السلمي و المواطنة، كما و ذكر القواعد والأسس التي يبنى عليها التعايش السلمي و المواطنة، مع ذكر نماذج من المجال التطبيق العملى للتعايش و حقوق المواطنة فى عهد النبوة والخلافة الراشدة.
وأجمع المشاركون على أنَّ ما يقوم به أصحاب الفكر التكفيرى المتطرف( داعش) من إستخدام المصطلحات الشرعية و توظيفها من أجل خدمة فكرهم المنحرف و يقومون بنشر الرعب و الفوضى في المجتمع وما يمارسونه من أعمال إجرامية مع المسلمين و غيرهم المسلمين من أخذ الجزية منهم و إجبارهم لإعتناق الإسلام و هدم معابدهم و سبـي نسائهم بالإضافة إلى سلب حقوق المواطنة منهم كل ذلك مخالفٌ تماماً من نهجه صلى الله عليه و سلم و صحبه الكرام، و يجب عبى المؤسسات الدينية و علماء الدين وأصحاب الفكر الإسلامي الوقوف يداً واحدة و تكثيف الجهود من أجل مواجهة هذا الفكر التكفيري المنحرف و تصحيح ما شوهه الإرهابيون من المصطلحات.