القضاء على داعش لن يكون عسكريا فقط
أكد رئيس اتحاد علماء كوردستان العراق، الدكتور عبدالله سعيد الويسى، أن محاربة تنظيم «داعش» والقضاء عليه لن تكون عسكرية فقط، مشددا على أهمية مواجهة الفكر الذي يروج له هذا التنظيم بالفكر أيضا، وأشار في حوار مع «المدينة» إلى أن أرضية إقليم كوردستان، ليست خصبة للتطرف، أو سهلة أمام المتطرفين، مؤكدا اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية؛ لمنع وصول الفكر التكفيري إلى المجتمع الكردي، الذي بنى منهجه وأفكاره على الوسطية، ودعا الويسي إلى دعم المؤسسات الفكرية في العالم الإسلامي من أجل القضاء على «داعش»، مطالبا علماء الأمة بقطع الصلة بين الفكر التكفيري والأجيال القادمة.
وإلى نص الحوار:
ما تعليقكم على ارتفاع أعداد الشباب المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية خاصة «داعش» وكيف نواجه ذلك؟
يجب علينا جميعا أن نتعامل مع الفكر المتطرف بحذر وشدة؛ لأنه يحاول الانتشار بين الطبقات الجاهلة والفقيرة، ويجب على الشباب أن يكونوا منتبهين لحالة الاستقطاب، ويجب على الشباب أيضا ألا ينجرفوا إلى هذا الفكر المنحرف على شبكات التواصل الاجتماعي، وأن يكونوا حذرين أمام الأكاذيب والمفاهيم المغلوطة في بعض الأبواق الإعلامية والكتيبات الصغيرة، كما ينبغي على الوالدين أن يتابعا أولادهما في البيت متابعة دقيقة، وكذلك في المدارس.
اطلعنا على جهودكم بكوردستان العراق لمواجهة خطر الأفكار المتطرفة؟
المجتمع الكردي دخل الإسلام راغبا، ومقتنعا، وكان لعلماء الدين الإسلامي دور كبير في نشر الوسطية، واستمر العلماء في كوردستان، في الماضي وإلى الآن، على هذا النهج وحاربوا الفكر المتطرف، الذي لم يستطع أن يجد موضع قدم في الإقليم، رغم المحاولات العديدة والخبيثة التي باءت جميعها بالفشل، ونحن على يقين كامل أن أرضية إقليم كوردستان ليست أرضا خصبة ولا سهلة أمام المتطرفين، ونحن نتخذ الإجراءات الوقائية والاحترازية؛ لمنع وصول هذا الفكر التكفيري إلى المجتمع الكردي، الذي بنى منهجه وأفكاره على الوسطية، ونحن كعلماء دين نحمل مسؤولية محاربة الفكر المتطرف وإدامة المنهج الوسطى.
وكيف ترى مواجهة الأفكار المتطرفة التي تسعى التنظيمات الإرهابية لنشرها في المنطقة ؟
أرى أنه من واجب علماء الدين والمؤسسات الدينية، مواجهة الفكر المتطرف، الذي إذا دخل أي مجتمع يشيع الفرقة والتشدد وعدم قبول الآخر أو التعايش معه، ولابد من إصدار المؤلفات والمقالات، وتكثيف الجرعات الإعلامية التي تعالج هذا الفكر، وكذلك عقد اللقاءات الدينية في المساجد والمؤسسات التعليمية؛ لتوضيح صحيح الدين بمنهجه المعتدل، وللأسف فإنه يتم الآن تشويه صورة الإسلام السمحة بأيدى بعض من ينتسبون إليه بتطرفهم الأعمى، حيث يذبحون ويقتلون تحت ستار الدين، وينبغي أيضا على هيئات الإفتاء رصد الفتاوى المغلوطة والشاذة والتكفيرية، التي تُنسب إلى الإسلام زورا وبهتانا وتفنيدها بالحجة القوية، خاصة أن بعض الفتاوى قيلت في زمن ومكان معين، ونحن نعرف أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، وهناك خلط كبير بين التراث الإسلامي والمنهج الفقهي.
وما دور المؤسسات الأخرى في مواجهة هذا التحدي؟
يجب على مؤسسات الإفتاء دحض الآراء التكفيرية، وعلى أجهزة الإعلام مساعدتها في ذلك، أما الحكومات فعليها فتح المجال أمام الدعاة المخلصين، والنخبة الواعية التي تحمل رسالة الوسطية؛ لمحاربة الفكر التكفيري، الذي من الممكن أن يتسرب إلى جيرانها فتنتشر الفوضى في المجتمعات.
حسين أبوعايد ـ القاهرة
الإثنين 28/09/2015
صحيفة (المدينة)