بهدف توطيد العلاقات واطلاعهم عن دور علماء الدين الإسلامي في كوردستان، قام وفد من اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان بزيارة عددٍ من القنصليات العربية المتواجدة في إقليم كوردستان، حيث زار وفد اتحاد العلماء يومى 16 و 17 /8/2016 كلاً من السيد (عبدالمنعم عبدالرحمن المحمود) قنصل المملكة العربية السعودية و السيد (هيثم أبو الفول) قنصل المملكة الأردنية الهاشمية و السيد (ياسين عوض إسماعيل) قنصل جمهورية السودان.
وفي جميع اللقائات أكدَّ الدكتور عبدالله الشيخ سعيد الكوردي رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان على ضرورة توطيد العلاقات والتنسيق والتواصل مع المؤسسات الدينية الموجودة في الدول العربية، كما أشار إلى دور علماء الدين في إقليم كوردستان في مواجهة الفكر التكفيري مؤكداً أنَّ علماء الدين دائماً كانوا منبع خير في خدمة الإسلام والمسلمين، وأنَّ الجماعات الإرهابية هي التي أساءت إلى الاسلام وأنَّ إقليم كوردستان قدَّم الكثير من التضحيات في مواجه الإرهاب والفكر التكفيري، ويجب تكثيف الجهود والتعاون فيما بين المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي من أجل إيقاف هذا النوع من التطرف والإرهاب، موضحاً أنَّ الأعمال الإجرامية التي قام بها إرهابيوا داعش ضد شعب كوردستان والمحافظات العراقية الأخرى من قتلٍ و تهجيرٍ و سفكٍ للدماء وهتكٍ للأعراض وهدم المساجد والمزارات الدينية لا تمت بأية صلة بالدين الإسلامي الحنيف، مشيداً بالدور النضالي لقوات البيشمركة وما قدَّموه من الغالي والنفيس في مواجهة هذه الفئة الضالة المنحرفة، كما وأكدَّ أيضاً أنه لايمكن القضاء على الفكر التكفيري عسكرياً فقط، وهذا الفكر إذا لم يحارب يمكن أنْ يستمر ويخرب تراثا وميراثا للأجيال القادمة، لذا يجب على علماء الأمة والمؤسسات الإسلامية قطع الصلة بين الفكر التكفيري والأجيال القادمة، لكي تتم عملية حصر عمر هذا الفكر التكفيري، فمن الضروري تكثيف الجهود العلمائية في العالم الإسلامي وتوحيدها لشرح وتوضيح خطورة هذه الأفكار على الشباب، موضحاً الدور المشرف لعلماء كوردستان في تصحيح المفاهيم المغلوطة والتصدي المستمر للفتاوى الضالة والأقوال الباطلة التي يستند عليه التنظيم الإرهابي، لأنَّ الإرهاب والتطرف لا يمكن القضاء عليه بالحل الأمني فقط، إذ يجب أنْ يواجه الإرهاب بحلول فكرية، فاتحاً كل آفاق التعاون والدعم الكامل لتلك المؤسسات وجميع المؤسسات التابعة لها من أجل محاربة الفكر التطرفي وتوجيه الخطاب الديني لنشر الوسطية و الاعتدال في عموم العراق.
من جانبهم عبَّر قنصل الدول على أهمية هذه اللقائات، معبّرين عن سرورهم بالدور الريادي الذي يقوم به علماء الدين في كوردستان في مواجهة هذا الفكر التطرفي، مشددين على ضروة توطيد أفضل العلاقات والتواصل بين علماء الدين في بلدانهم مع علماء الدين الإسلامي في كوردستان، كما وأكدوا أيضاً على أنَّ وسطية علماء الدين في كوردستان المعبرة عن سماحة الإسلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر هي الكفيلة بتحقيق التنمية في إقليم كوردستان، حيث لا يمكن أنْ تتم التنمية في أي بيئة كانت إلا بخلوها من التطرف والإنحراف الفكري، و عبروا أيضاً عن سرورهم و فرحهم بالتعايش السلمي بين المكونات الدينية والقومية الموجودة في الإقليم.
من الجدير بالذكر أنَّه رافق السيد رئيس الاتحاد في هذه الزيارات، كلاً من الشيخ جلال الخيلاني نائب الرئيس، والشيخ عبدالباسط الباليساني والدكتور أحمد الشافعي و الشيخ محمد الورتى والدكتور جعفر كوانى أعضاء المكتب التنفيذي والشيخ دلشاد الكلالي من قسم علاقات الاتحاد.