تحت شعار (الفتاوى الشرعية بين الواقع والمأمول) وبحضور السيد رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان و نائبه، عقدت اللجنة العليا للإفتاء ندوتها الأولى لجان الفتوى الفرعية في إقليم كوردستان وذلك في يوم الأربعاء 5/4/2017 في قاعة المكتب التنفيذي لإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، و في مراسيم إفتتاح الندوة تحدَّث الشيخ الدكتور عبدالله الشيخ سعيد الكوردي رئيس إتحاد علماء الدين عن أهمية وجود ملتقى علمي إسلامي يضم كبار علماء الدين الإسلامي في كوردستان ذوي القدرة على الإجتهاد، بحيث يمثلون كل أوجه المجتمع الكوردستاني، مهمتها بيان الحكم الشرعي الإسلامي في القضايا و النوازل،وفي كل ما يحتاج المجتمع الكوردستاني إلى بيان الحكم الشرعي فيه، مشيداً بدور اللجنة العليا للإفتاء في دراسة النوازل الفقهية و بيان الحكم الشرعي فيها، وأضاف قائلاً: " صدرت عن اللجنة العليا للإفتاء مجموعة من القرارات و الفتاوى مهمة،إثر دراسات و بحوث معمقة، تجلى فيها الإجتهاد الجماعي الذي تمسُّ الحاجة إليه، وتستدعيه الظروف المعاصرة، ونتجت عن دراسات أعضاء اللجنة بعد النقاش المستفيض إلى تحرير فتاوى جماعية من قبل أعضاء اللجنة العليا للإفتاء أثمرها عمق النظر، ومعاصرة الخبرة بالواقع، مع العلم بالشرع، والموازنة بين الآراء المختلفة، مع مراعاة مقاصد الشريعة ، وإعتبار الحاجات و الظروف، التي لها إعتبار في الشرع، وتعزز هذه الفتوى أحياناً بما يكملها، و يحث على العمل بها، من توصيات و توجيهات وتنبيهات"، وكذلك أشاد بدور لجان الفتاوى الفرعية في المحافظات و الأقضية في الإجابة على الأسئلة الشرعية و إستفسارات المواطنين اليومية ، موضحاً على أنَّ قيادة إتحاد علماء الدين تقدم كل الدعم للجان الفتوى من أجل خدمة أعضائها و مسيرتها العلمية.
هذا و قدَّم السادة أعضاء اللجنة العليا للإفتاء بحوثاً قيَّمة في الندوة، حيث قدَّم الدكتور عمر حسن مرو بحثاً بعنوان(أهمية الفتوى و المفتي) موضحاً منزلة الفتوى و خطوراتها و أهمية البحث عن الرأي الراجح و ضرورة مراعاة ظروف المستفتي، كما وقدَّم الدكتور حسن خالد المفتي بحثاً بعنوان (الخطوط العامة للفتوى) موضحاً فيه منهجية اللجنة العليا للإفتاء و كيفية التعامل مع النوازل الفقهية ، فيما قام الدكتور حسن محمد إبراهيم بعرض مجموعة من الفتاوى الصادرة عن اللجنة العليا للإفتاء و بيان طريقة الفتوى و كيفية الإستدلال بالأدلة الشرعية و صياغتها.
وأوضح الدكتور أحمد مصطفى الشافعي عضو اللجنة العليا للإفتاء في تصريح له إلى موقع زانايان: أنَّ الندوة جاءت استشعاراً لما للفتوى من أثر كبير في حياة المسلمين، مؤكداً أنه إذا استقام حال الفتوى وانضبطت، استقام حال الأمة بأفرادها ومجموعها، والإنحراف في الفتوى بابٌ كبير من الشر، لذا فإنَّ الندوة تهدف إلى دراسة أهمية الفتوى وبيان علاقتها بحياة المسلمين بشكل عام و الشارع الكوردستاني بشكل خاص، والوقوف على عمل المفتين ولجان الفتوى و كيفية التعامل مع المستفتين، وشارك أعضاء لجان الفتاوى الفرعية بآرائهم و مقترحاتهم أعمال الندوة ، و في نهاية الندوة تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين ....