ثمنَّ الأزهر الشريف عالياً دور علماء الدين الإسلامي في إقليم كوردستان في التصدي للأفكار الإرهابية المنحرفة ، وكذلك ثمنت جهود قوات بيشمركة كوردستان في الحرب على الارهاب،كما اثنت على التعايش الديني المشترك في اقليم كوردستان.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب وفداً من علماء الدين الاسلامي في كوردستان، و المتكون من رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي واعضاء اللجنة العليا للإفتاء في كوردستان،الذين بدأوا زيارة لجمهورية مصر العربية في الـ 19 من ابريل/نيسان الجاري .
وأكد وفد علماء كوردستان أنَّ الأزهر مرجعية أهل السنة في العالم أجمع , وأنه حامل لواء الوسطية والاعتدال , و معبراً عن روح الإسلام السمحة والمعتدلة والتي تدعو للتعايش السلمي مع كافة أطياف المجتمع ، وقام الوفد بإطلاع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الازهر على الجهود المبذولة من قبل علماء الدين في الإقليم في مكافحة الفكر التطرفي و تصحيح ما قام الإرهابيون بإسائته، وأنَّ الجماعات الارهابية هي التي اساءت الى الاسلام وإنَّ إقليم كوردستان قدَّم الكثير من التضحيات في مواجه الإرهاب و الفكر التكفيري، ويجب تكثيف الجهود و التعاون فيما بين المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي من أجل إيقاف هذا النوع من التطرف والإرهاب، موضحين أنَّ كل الأعمال الإجرامية التي قام بها إرهابيوا داعش ضد شعب كوردستان و المحافظات العراقية الأخرى من قتلٍ و تهجيرٍ و سفك للدماء و هتكٍ للأعراض و هدم المساجد و المزرارات الدينية لا تمت بأية صلة بالدين الإسلامي الحنيف، كما وأشادوا بالدور النضالي لقوات البيشمركة و ما قدَّموه في مواجهة هذه الفئة الضالة المنحرفة، معبرين عن شكرهم للدعم و التنسيق المتواصل من قبل مؤسسات الأزهر الشريف مع إقليم كوردستان، وذلك من أجل نشر الوسطية الإعتدال ، كما وقدموا شرحاً وافياً للوضع السياسي الذي يمرُّ به الإقليم موضحين الخطوات التي تخطوها اقليم كوردستان نحو الإستفتاء وحق تقرير المصير .
وقد أكد الامام الأكبر شيخ الأزهر على الدور الكبير لعلماء الدين الإسلامي في كوردستان في محاربة الأرهاب والفكر المتطرف و نشر الوسطية والإعتدال، مثمناً في الوقت نفسه دور قوات بيشمركة كوردستان في الحرب على الارهاب وتنظيم داعش، موضحاً لهم بأنهم يتفهمون المعاناة والمآسي التي شهدها وعاشها شعب كوردستان، كما وأشاد سماحته بالتعايش الديني المشترك بين المكونات الدينية في اقليم كوردستان، كما و قدَّم فضيلة الإمام الأكبر إستعداد الأزهر الشريف بتقديم الدعم الكامل لإقليم كوردستان و التواصل المستمر مع المؤسسات الدينية في الإقليم.
كما والتقى وفد علماء الدين في كوردستان بمفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام الذي أكدَّ إن دار الإفتاء المصرية أصبح لديه رصيدٌ كبير في مجال مكافحة الإرهاب فكريًّا، والتصدي لأفكاره المتطرفة والرد عليها، وذلك من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء.
من جانبه قدّم الدكتور عبد الله الشيخ سعيد الكردي رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي بإقليم كردستان شرحاً وافياً عن طبيعة عمل ومنهجية اللجنة العليا للإفتاء في إقليم كوردستان مشدداً على الدور الكبير الذي يقدمة أعضاء اللجنة في التصدي لكل الأفكار المنحرفة الضالة و نشر الفكر الوسطي المعتدل لكي ينتفع به المسلمون الإقليم مما يساهم في تنوير عقول الشباب والحيلولة دون تأثرهم بالفكر التطرفي.
وأكد رئيس اتحاد الدين الإسلامي بالعراق أن الاتحاد يرصد كل التقارير التي تصدر عن مرصد الإفتاء بمجرد نشرها وترجمتها ونشرها بما يناسب المسلمين بالعراق ولكي تتصدى للفكر المتطرف لداعش.
كما وأبدى وفد علماء الدين في كوردستان تطلعهم للاستفادة من تجربة دار الإفتاء المصرية في تفكيك الفكر المتطرف وفق منهجية علمية منضبطة، موضحين بأنَّ علماء الدين في كوردستان استفادوا كثيرًا من فتاوى دار الإفتاء المصرية، لما لها من تاريخ عريق في الإفتاء، ولما تتسم به فتاواهم من منهج وسطي معتدل.
من جانبه أبدى الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية استعداد دار الإفتاء ومرصدها تقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لعلماء الدين الإسلامي في كوردستان فيما يخص أمور الفتوى وعلومها.
من جانب آخر زار رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان بمعية السادة أعضاء اللجنة العلبا للإفتاء مقر الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف و استقلبوا بحفاوة بالغة من قبل الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي نائب رئيس الرابطة و عضو هيئة كبار العلماء و وزير الأوقاف الأسبق، و كذلك اللواء أسامة ياسين نائب رئيس الرابطة و عدد من المسؤولين في الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
وقدَّم رئيس إتحاد علما الدين الإسلامي في كوردستان شكره لرئاسة الرابطة و العاملين فيها على حفاوة الإستقبال ، مؤكداً على حرص إتحاد علماء الدين على التعاون المستمر مع مركز الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في نشر الرسالة الصحيحة للإسلام و تصحيح المفاهبم المغلوطة التي شوِّهت من قبل الجماعات التي لا تمت إلى الإسلام بأية صلة، مشيداً بأنَّ علماء الدين الإسلامي في كوردستان مستمرون في محاربة الفكر المتطرف والتصدي لكل مظاهره سواء عن طريق المحاظرات أو الندوات أو خطب الجمعة وذلك من أجل التصدي للأفكار المسمومة التى يصدرها إرهابيوا داعش و من معهم، موضحاً أنَّ كل الأعمال الإجرامية التي يقوم بها إرهابيوا داعش في أي بقعة من الأرض من قتلٍ و تهجيرٍ و سفك للدماء و هتكٍ للأعراض و هدم المساجد لا تمت إلى الإسلام بأية صلة ،مبيناً أنَّ الاسلام برئ من كل ما ينسب اليه من فكر تطرفي حيث إنَّ الاسلام دين السماحة والعفو وليس القتل وسفك الدماء، كما و أشاد بالدور النضالي لقوات البيشمركة و شعب كوردستان لما قدموه من الغالي و النفيس في مواجهة هذه الفئة الضالة المنحرفة، مؤكداً أنَّه يجب على الجميع محاربة هذا الفكر التكفيري من خلال تكثيف الجهود وتوعية الشباب بخطورة هذه الأفكار على الشباب، والإستفادة من تجربة علماء الأزهر، كما و أشاد أيضاً بالدور الكبير الذي تقوم به الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في نشر الفكر الوسطي المعتدل و ذلك بالأساليب العلمية الدعوية، وإقامة الندورات و اللقائات العلمية المستمرة للأئمة و الدعاة في عموم العالم الإسلامي، و التركيز على أهم المحاور التي تخدم المجتمع الإسلامي من أجل نشر ثقافة المحبة و قبول الآخر و التعايش السلمي بين المكونات الموجودة في المجتمع، مستشهداً بعدد من البرامج اللقائات الفكرية و الدعوية التي نظمتها الرابطة للأئمة دعاة كوردستان.
ومن جانبهم أبدى الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي نائب رئيس الرابطة و عضو هيئة كبار العلماء و وزير الأوقاف الأسبق، سروره بهذه الزيارة مؤكداً عن ضرورة التنسيق و العمل المشترك من أجل نشر الوسطية والإعتدال و مواجهة الفكر التكفيرى مبيداً إستعداد الرابطة لدعم المؤسسات الدينية والعلمية في إقليم كوردستان .
ضمَّ وفد علماء كوردستان كلاً من الدكتور عبدالله سعيد الويسي رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان و الدكتور أحمد الشافعي و الدكتور حسن المفتي و الدكتور عمر حسن مرؤ و الدكتور حسن محمد إبراهيم و الشيخ عزيز عمر الخزني و الشيخ محمد إسماعيل محمود و الشيخ إسماعيل حمة حسين أعضاء اللجنة العليا للإفتاء و الشيخ نياز راغب عضو المجلس المركزي للإتحاد.