بســـــــم الله الرحمن الرحيـم
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
في الوقت الذي يسعى فيه شعب كوردستان المضطهد إلى نيل حقوقه المشروعة في الحرية والإستقلال،وسلك أخيراً أسلم الطرق عن طريق إجرائه استفتاءً عاماً صوَّت فيه أكثر من 92% اثنان وتسعون بالمئة من أبناء شعبه بـ (نعم) لصالح الإستقلال،كنّا نأمل من المؤسسات الدينية و خصوصاً الأزهر الشريف أن تؤيد تطلعنا المشروع ،لكنّنا إستغربنا من تلك المؤسسات التي أدارت ظهرها للحق ، ولم تنصف المظلوم.
وخاصة ما بدر عن الأزهر الشريف بتأريخ 2 أكتوبر 2017م من بيان مجحفٍ بحقنا،وقد كنا نتطلع منهم إلى وقفة منصفة مع شعب كوردستان أحفاد صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ الذي أعاد إلى الأزهر هيبته، وصحح مساره، وجعله على الصراط المستقيم، فكان واجب الوفاء يقتضي من الأزهر الشريف أنْ يساند أحفاده الّذي كان له الفضل الكبير على الأزهر ومصر والأمة الإسلامية جمعاء.
ومع أسفنا رأينا الأزهر الشريف يبخل علينا حتى بذكر اسمنا( الكورد)، و استبدال كلمة (كوردستان) في بيانه بالمنطقة الشمالية.
والأغرب من ذلك ربط الأزهر قضية الإستقلال بالمخطط الإستعماري في حين أنَّ قضيتنا ليست وليدة اليوم،بل كانت موجودة قبل إسرائيل وبعدها،ورفع علم إسرائيل من قبل بعض الشباب المتحمّسين عفوياً، لا يقوم حجة على ما تتهموننا به، ثم إنَّ ذلك العلم مرفوع منذ عقود في القاهرة،والكثير من عواصم الدول العربية والإسلامية من غير نكير !!!
وأية وحدة هذه التي يطلبها الأزهر الشريف من الكورد مع النظام القائم في العراق؟ ألا يعلم أنَّ حكومة بغداد أصبحت طائفية مذهبية بامتياز ، ولم تقبل الشراكة معنا، ولم تفِ بإتفاقياتها و معاهداتها معنا، وخرقت العشرات من المواد الدستورية،ونكّلتْ أشدَّ التنكيل حتى ببني جلدتها من العرب السنة، ومزقتهم شرّ ممزق؟! فلجأ منهم مليونان إلى كوردستان واحتموا بشعبها الطيب المتسامح، وأيدَّوا الإستفتاء، فلا تحكموا عن بعد، و تعالوا إلى كوردستان واسألوا إخواننا العرب السنة فيها ما حلّ بهم، ولم يبقَ لهم مكانٌ آمنٌ مِن أرض العراق الإتحادي سوى كوردستان ليعيشوا فيها باطمئنان؟
وإحتجاجكم بتمزيق جسد الأمة الإسلامية ليس في محله، إذ إنَّ إخوتنا العرب هم أول من مزَّقوا جسد هذه الأمة وجعلوا منها اثنتين وعشرين دولة لهم ، فلم حُرِّم علينا ما حللتموه لغيرنا ؟!
وكان الأحرى بالأزهر الشريف أنْ يُشدد على رفع الإضطهاد والقمع الممنهج الذي يُمارَس ضد الكورد، علماً أنَّ حب الخير للمسلم من مقومات الإيمان،(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))..
وكنّا ننتظر من الأزهر الشريف أنْ يُنصف للمظلوم و يدافع عن شعبٍ تعرض للإبادة الجماعية علناً من أنفالٍ و تهجيرٍ و قصفٍ بالأسلحة الكيمياوية المحرَّمة دولياً، وحرقٍ للآلاف القرى و المساجد، وأنْ يدافع عن خمسة ملايين نفس بريئة في كوردستان تعاني الآن من الحصار وقطع الأرزاق والدواء وحليب الأطفال عنهم من قبل حكومة بغداد المذهبية،وأن ينصف شعبناً المظلوم الذي لا ذنب له سوى أنّه يريد العيش بحريّة وكرامة، ولا يريد السوء بأحد، ودافع بدلاً عن الإنسانية ووقف بوجه أشد أنواع التطرف و الإرهاب..
فإذا كان الأزهر الشريف الذي كنّا نعوّل عليه باعتباره قبلة العلوم للمسلمين، ومنار الحريّة للمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها يتخذ هذا الموقف ، ويتنكّر لحقّنا ، فمن يُنصفنا ؟!
وأخيراً: نناشد الأزهر الشريف أن يكون لها قراءة منصفة لما يجري في العراق، و يحترم إرادة شعب كوردستان المسلم المسالم الذي صوَّت من أجل إستعادة حقوقة المسلوبة واللحوق بركب الأمم الإسلامية المستقلة ... والله المستعان
إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان
3 أكتوير 2017 م