بناء على السؤال الوارد من قبل فرع شهرزور لإتحاد علماء الدين الإسلامي حول بيان الحكم الشرعي في الكلاب بشكل عام و الكلب العقور بشكل خاص ، فبعد الإطلاع على المصادر الفقهية ودراسة كل ما يتعلق بالموضوع بكل جوانبه، أصدر المجلس الأعلى للإفتاء في إقليم كوردستان في جلسته المنعقدة في يوم 8/10/2019 فتوى حول بيان الحكم الشرعي للكلب العقور، حيث جاء فيها:
إنّ من مقاصد الشريعة الإسلامية وأولى أولوياتها الحفاظ على حياة الإنسان وماله وعرضه تكريماً له، ولذلك فمتى ثبت أنَّ الكلاب لها أضرار مؤذية على الفرد أو المجتمع أجاز الشرع قتل بعض الحيوانات المؤذية التي تعتدي على حياة الإنسان وممتلكاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ: الغُرَابُ، وَالحِدَأَةُ، وَالفَأْرَةُ، وَالعَقْرَبُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ) رواه البخاري، وأكدَّ الإمام النووي رحمه الله على أنَّ جمهور العلماء ذكروا أنَّه ليس المراد بالكلب العقور هذا الكلب المعروف، بل المراد هو كل عادٍ مفترس غالباً، كالسبع والنمر والذئب والفهد ونحوها...
وعليه: فإنّ الكلب العقور وما يشابهه مما يؤذي الإنسان من الحيوانات ويعتدي عليه يجوز دفع أذاه، تكريماً للإنسان الذي جاءت الشريعة لحفظ نفسه وماله، فإن كان أذاه لا يندفع إلا بالقتل جاز قتله، ولكن يجب على المسلم مراعاة النصوص الشرعية التي دلّت على وجوب الإحسان والرفق في كل شيء، حتى في شأن الحيوان ، لذا يستوجب الإحسان في طريقة قتله، وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ(.
وطالب المجلس الأعلى للإفتاء المسؤسسات المعنية الحكومية و المواطنين الى ضرورة الإلتزام بالفتوى الشرعية والإحسان والرفق بالقتل في الحيوانات المؤذية، لأنَّ الأصل عدم جواز قتل الكلب، ولكن يستثنى من ذلك الكلب المؤذي الذي يعتدي على حياة الإنسان وممتلكاته، ويسبب الرعب، وينشر الخوف في المجتمع، وخاصة الأطفال، فلا حرج في التخلّص منه بقتله إذا لم يمكن دفع شره بغير القتل، ولم يمكن إيوائه عن طرق الجمعيات الخاصة برعاية مثل هذه الكلاب، لأنّ من مقاصد الشريعة الإسلامية الكبرى الحفاظ على حياة الإنسان...