يأخذ الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في اقليم كوردستان شكلاً يختلف عن أشكال الاحتفالات في كل بقاع الأرض، حيث تعد مظاهر الفرح في مدن الاقليم لافتة، حتى أن الشوارع تكتسي بمظاهر المولد، ومجالس الإنشاد في كل منطقة فيتحول الاحتفال في ربوع كوردستان إلى كرنفال جماعي في كل بيوت الكورد وشوارعهم وأزقتهم الشعبية.
وبدأت مظاهر احتفال الشعب الكوردي بالمولد النبوي منذ عهد السلطان مظفر الكوكبري حاكم اربيل حيث كانت تموج بالاحتفالات الدينية و كانوا يعلقون القناديل على المساجد فى ليلة الاحتفال بالمولد النبوى لتعريف الناس بأن هذه ليلة المولد النبوى الشريف، ويعدون الولائم لإطعام الفقراء، ويجهزون لمجالس الإنشاد في المساجد والحلقات الخاصة.
وفي شهر ربيع الأول من كل عام تتألق المساجد بالتكبير والتهليل والصلاة والسلام على النبي، ثم يبدأ الاحياء الشعبية بتزيين المساجد والوحلات والبيوت احتفاء بيوم المولد، والاستعانة بالمداحين لإشاعة البهجة بقدوم المولد.
وأكد الشيخ الدكتور عبدالله ویسي في تصريح خاص لموقع زانايان أن المولد النبوى في عموم كوردستان يعد مناسبة عظيمة لاستحضار السيرة العطرة للنبى الكريم، وإعلاءه كلمة الحق ونشر الدين الاسلامي.
وأضاف ايضاً : دأب الناس منذ القدم على الاحتفال بإقامة لقاءات دينية لقراءة القرآن وتلاوة الأذكار والمدائح النبوية. وظل المولد النبوى في كوردستان مناسبة لإظهار الفرح بالاحتفالات التى كانت تقام فى المساجد والتكايا لإقامة مجاميع الذكر والصلاة على الرسول، ومع تمايل المنشدين وكلماتهم الرائعة التي كتبها أشهر الشعراء حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وطالب سماحته علماء الدين الاسلامي في كوردستان بأن يلقوا الضوء علی سیرته العطرة والوقوف علی شمائله من اجل تربية الجيل الجديد باخلاق الرسول الكريم ويكونوا من حملة رسالته وصفاته العظيمة من اجل بناء مجتمع يتسم بالوسطية والاعتدال و قبول الآخر ومحافظا علی السلم والتعايش وبالأخص في هذا الوقت الراهن والظروف الصعبة التي يمر بها المنطقة عموما والعراق علی وجه الخصوص.
ويجدر الاشارة الی ان واقع الحال الذي عليه المجتمع الكوردي في ايام المولد اضافة الی توزيع الحلوی و تزیين الطرق العامة، يتبارى الشعراء والمداحون فى مديح النبى صلى الله عليه وسلم، ويأتى أحد المشايخ ليُحدِّث الحاضرين عن مناقب وصفات وأقوال ومواقف النبى وغزواته وفتوحاته.