لَيْسَ بِدْعَا مِنَ القَوْلِ أَنَّ لِلْرِيَاضَةِ الأثَرَ الوَاضِحَ فِي نُفُوسِ شَبَابِ الأُمَّةِ وَفِتْيَانِهَا، وَأصْبَحَ الرِّيَاضِيُّ مِمَّنْ يُقَتَدَى بِهِ وَيُحْتَذَى أَثَرُهُ فِي زِيِّهِ ومِشْطَتِهِ وَمِشْيَتِهِ، وَغَدَتْ الرِّيَاضَةُ عُنْوَانَاً لِلْرُقِيِّ وَالحَضَارَةِ، فَإنْ كَانَ مِعْيَارُ التَّقَدُمِ بَيْنَ الأُمَمِ فِيْمَا مَضَى: البِنَاءَ وَالمُطَاوَلَةَ فِيْهِ فَإنَّ مِعْيَارَ تَقَدُّمِ الأُمَّةِ وَنَهْضَتِهَا وَرُقِيِّهَا اليَوْمَ سُرْعَةُ النَّقْلِ وَالموَاصَلاتِ وَتَيْسِيرُ ذَلِكَ وَمِنْ عَنَاوِيْنِهَا البَارِزَةِ التَّقَدُمُ في مَيادِينِ الرِّياضَةِ بِأنْوَاعِهَا.
ولا يخفى على ذي لبٍ ان تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2022م، والمقامة في قطر أصبح حدثاً عالمياً تراقبه وتتابعه ملايين البشر في أرجاء المعمورة، بل وأصبح ميداناً لتسويق الأفكار والمُثل والتوجهات، وهذا الحدث برعت القنوات الفضائية والشبكات الإخبارية في استثماره لتسويق منتجاتها بأساليب شتى وطرق مختلفة على الأصعدة كافة بلغت عائداتها مليارات الدولارات، وهذا ما يدعوا المسلمين من باب أولى أن يستثمروا هذا الحدث الاستثمار الأمثل بنشر الوعي والثقافة والقيم والاخلاق الإسلامية السامية التي دعا اليها الإسلام بجوانب الحياة كافة ولا سيما أن هذا الحدث يقام ببلاد عربية إسلامية؛ ورسولنا الأكرم ﷺ كان يستثمر تجمع الناس في مواسم الحج والأسواق العامة-سوق عكاظ- وغيرها من المحافل لدعوة الناس للإسلام وهذا ما نقلته لنا كتب السير الصحيحة المشتهرة.
وتجمع الناس في المحافل الدولية في الأحداث الرياضية ميدان خصب للدعوة إلى الله بأسلوب يتوافق مع هذا الحدث، والإسْلامُ لم يُهْملْ ذَلكَ في رُوحِهِ وَتَشْريعِهِ فَأرَادَ مِنَ الامَّةِ أنْ تُسَخِّرَ الرِّيَاضَةَ لِلدعوةِ الى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، وَمِنْ أشْهَرِ مَا اسْتَدَلَ بهِ العُلماءُ عَلى ذَلِكَ حَديثُ مُصَارَعَةِ النبي ﷺ لرُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ..وَمِنْ هَذا المنطلقِ وَدِدْتُ انْ اُسَلِطَ الاضْواءَ عَلى حَدِيثِ مُصَارَعِتِه ﷺ لرُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ، وَكيفَ كَانَ سَبَبًا لإسلامِهِ بِدَراسةٍ حَديثيةٍ تَحْليليةٍ ثُمَّ اخَذْتُ الفَوائِدَ المسْتنبطةَ مِنْ هَذَا الحَديثِ؛ لأُدَلِلَ عَلى المقْصُودِ سَائِلًا المولى أنْ يَتَقَبَّلَ مِنِّي ذَلِك وهُو القَادِرُ عَليهِ.
بحث تقدم به الأستاذ الدكتور الشيخ فهمي أحمد عبد الرحمن القزاز.
رابط البحث بصيغة pdf
http://www.zanayan.org/book_pro.php?id=240
https://drive.google.com/.../1NpCghkU2SETDNI3fl4B.../view...