كلمتان للشّيخ نجم الدّين وادي عضو المكتب التّنفيذي ألقاهما في سفر الحج
نصّ كلمة (الشّيخ نجم الدين وادي) عضو المكتب التّنفيذي لاتّحاد العلماء في مؤتمر المرشدين والمتعهّدين العراقيّين في قاعة بعثة الحج العراقية في مكة المكرّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}المؤمنون(52)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب السماحة وسادة العلماء الأفاضل, و الحضور الكرام وحجاج البيت الله الحرام
أحيكم بتحية العقيدة والإسلام تحية من عندالله مباركة طيبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني ويشرفني ان اقف امام حضراتكم في رحاب بيت الله الحرام في مكة المكرمة مهبط الوحي وأرض الرسالة. وأنقل اليكم تحيات حجاج كوردستان في موسم حج هذا العام داعيا من الله العلي القدير أن يتقبل منا مناسكنا وان يكون حجنا هذا حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنباً مغفوراً وان يجعلنا وإياكم من الذين يظلهم في يوم لا ظل الا ظله. بعون الله تبارك وتعالى.
اخوتي الكرام: ان من نعم الله سبحانه وتعالى علينا ان جعلنا امة واحدة واختارنا لنكون خيرامة اخرجت للناس لكي نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كما قال سبحانه وتعالى(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله) وجعلنا شعوبا وقبائل لنكون امة متحابين في الله جميعا كمايقول سبحانه وتعالى(يا أيها الناس إناخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . وتجمعنا وحدة الكلمة ووحدة الهدف وذلك من إجل ان تكون امة الإسلام كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى كما يقول رسول الله(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى)
أيها الحضورالكرام: منذ بزوغ فجر الاسلام التحق الشعب الكردي بالرعيل الاول لاعتناق الاسلام لكي يشاركوا المسلمين الاوائل في نشر هذا الدين مع اخوتهم العرب وقدموا التضحيات من اجل رفع راية { لااله الله محمد رسول الله } ومن هؤلاء السابقين الى الاسلام الصحابي الجليل{ ابوميمون جابان الكورد } و [ابنه التابعي ميمون الكوردي ] .نعم هذا هو { جابان } الكوردي الذي اجتاز المسافات الطوال لكي يلتقي برسول الله { صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم } في المدينة المنورة ويعلن اسلامه , فيكون اول سفير للشعب الكوردي الى دولة الاسلام , والنبتة الاولى التي ما لبث ان نمت وازدهرت في جبال كوردستان وسهولها ومدنها وقراها لكي تعجب الزرآع وتغيظ الكفار .
ان رحلة { جابان } الكوردي {رضي الله عنه}تذكرنا برحلة سلمان الفارسي { رضي الله عنه} بحثا عن الحق في اجتيازه الطريق الطويل للقاء رسول الله {صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم} ومبايعته على الاسلام .
وهذا يؤكد مرة اخرى ان هذا الدين ماجاء للعرب وحدهم فقط , وانما جاء للناس على كافة اجناسهم واقوامهم ولغاتهم , وانتشارها في كل زمان ومكان قال سبحانه وتعالى :{ وماارسلناك الا كافة للناس بشيرا و نذيرا ولكن اكثر الناس لايعلمون }. وبعدها قدمت مجموعة من التجار الكورد الى المدينة المنورة لكي تعلن اسلامها بين يدي رسول الله {صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم} فتكون هذه الثلة المباركة مع داعية الاول { جابان الكوردي } نواة وجود الاسلامي في كوردستان , والنبتة التي سيقدر لها ان تنمو وتزدهي وتمتد جزورها في الارض الطيبة لكي مايلبث شعب بكامله ان ينتمي بطواعية تامة الى الاسلام في زمن خلافة الخليفة الراشد والعادل(عمربن الخطاب)(رضي الله عنه وأرضاه) . وعلى يد { جابان الكوردي } اسلم {ديلم } الكوردي رئيس حرس الكيسروي الذي مالبث ان تمرد على عبوديته للكسرى وشارك في الجهاد ضد الساسانيين مع اخوانه المسلمين العرب في معركة القادسية.
وكذلك من هؤلاء الأبطال القائد المجاهد الكوردي(صلاح الدين الأيوبي)المحرر للقدس الشريف من ايدي الصليبيين.وفي حينه القيت الخطب بهذه المناسبة العظيمة وفي اول جمعة على منبر المسجد الأقصى بدا الخطيب خطبته بهذه المقدمة(الحمدلله الذي اذل دولة الصليبي وعز بالكوردي دين المصطفى العربي)
ولقد كان لمشاهير وعلماء الكورد القدامى الدور الرائد في نشر العلم والثقافة الإسلامية ويذكرلنا التأريخ أمجادهم كأمثال(إبن الحاجب الوردي وإبن صلاح الشهرزوري وإبن الخلكان والباقلاني والعلامة إبن آدم البالكي والعلامة البيتوشي والشيخ أبوبكرالمصنف الجوري والشيخ عبدالرحمن البينجويني ومولانا خالد النقشبندي والشيخ معروف النودهي وإبن القرداغي والشيخ عبدالكريم بياره المدرس سابقا في الحضرة القادرية ببغداد)وآخرين لايسعنا المجال لذكر أسمائهم
وكان مدارسهم الدينية له الدور الكبير في تربية الجيل الجديد في المجتمع الكودي على الصفات الجميلة لاجل نشأة الجيل الجديد بروح الأخوة والتعايش وقبول الاخرين .
ونحن في جوار بيت الله الحرام ندعو الجميع وبالأخص علماء الدين الكرام من المجتمع العراقي بكامل أطيافه أن ينهضوا بهذه الرسالة المباركة ويكون لهم الأثر الكبير في توعية الجيل الجديد وحثهم على الأخوة والتعايش وقبول الآخر لكي يكون المجتمع العراقي مجتمعاَ يسوده كلَ هذه الصفات الحميدة كما كان منذ القدم ،وأملي كبير بأن يكون لعلماء الدين الافاضل الدور الرائد في هذا المجال.
ايهاالعلماء الافاضل : بعد ان من الله علينا واتاح لنا هذه الفرصة وتشرفنا لزيارة بيته الحرام في موسم حج هذا العام وانطلاقا من الشعور بالمسؤلية يجب علينا ان نقوم بدورنا الفعال{كالعلماء والمرشدين }بإرشاد الحجاج وتعليم احكام مناسكهم قال سبحانه وتعالى { فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم } وقوله { صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم } من يريدالله به خيرا يفقهه في الدين ولآ نقتصرعلى إبلاغ التوجيهات القيمة للحجاج, نكون لهم عونا على اكمال مناسكهم بصورة شرعية ونكون لهم ناصحا امينا قال { صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم } ((صنفان من الناس اذاصلحا صلح الناس جميعاً واذا فسدا فسد الناس جميعاً الا وهما العلماء والامراء) واجتماعنا في هذا المكان المبارك للتشاور والتباحث في مابيننا لما فيه خيرلحجاج بيت الله الحرام .وكذلك اوجه نفسي اولا{ والمرشدي الديني والمرشدات } على هذه النقاط .
1- ان نستمد ألأوامر والتوجيهات من ورثنا الحقيقي محمد{ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم}لاننا ورثة الانبياء والمرسلين لقوله((صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)) {العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولادرهما وانما ورثوا هذا العلم فمن اخذها اخذ بحظ وافر}
2- عدم انتظار البلاغات والتوجيهات من أحد بل نسارع الى ماعندنا من خزين أورثناها من الكتاب والسنة كابرا عن كابر عن رسول الله { صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم }
3- ارشاد الحجاج الى الإستماع للعلماء والمرشدين وعدم خروجهم عن توجيهاتهم القيمة حول مناسك الحج والزيارة.
4- وعلينا ان نوافق بين آراء العلماء في فتاوانا ونلتمس راي الجمهور بما ينسجم مع كتاب الله وسنة رسوله { صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم } وعدم التطرق الى الإختلافات الفقهية والآراء الشاذة.
وفي الختام نسأل الله العلي القديرأن يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم ويحفظكم من كيد الكائدين وشرالمنافقين كما أسأله سبحانه وتعالى قبول طاعاتنا وعباداتنا ومناسكنا وان يجعلنا من انصار دينه وشريعته وان لايحرمنا من شفاعة المصطفى(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
وبارك الله لنا ولكم ولجميع المسلمين آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ: نجم الدين وادي حسين
عضو لجنة الفتوى إقليم كوردستان
لموسم حج هذا العام المكة المكرمة
الرابع من ذي الحجة عام 1433
نصّ كلمة (الشّيخ نجم الدين وادي) عضو المكتب التّنفيذي لاتّحاد العلماء في مؤتمر أهل التّصوّف في مركز السيد أحمد بن محمّد العلوي المالكي الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}المؤمنون(52)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سماحة السيد احمد بن محمد العلوي المالكي الحسني وأصحاب السماحة السادة العلماء الأفاضل أيهاالجمع و الحضورالكرام من كافة الدول العربية والاسلامية وحجاج بيت الله الحرام .
أحيكم بتحية العقيدة والإسلام تحية من عندالله مباركة طيبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني ان اقف امام حضراتكم في رحاب بيت الله الحرام في مكة المكرمة مهبط الوحي وأرض الرسالة .وأنقل اليكم تحيات (إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان) داعيا من الله العلي القديرأن يحفظم ويوفقكم لخدمة الإسلام والمسلمين، ولايحرمنا من دعائكم وأنفاسكم الطيبة وأن يجعلنا وإياكم من الذين يظلهم في يوم لا ظل الا ظله بعون الله تبارك وتعالى,وكما اشكر حسن إسستقبالكم وكرم ضيافتكم .
اخوتي الكرام: ان من نعم الله سبحانه وتعالى علينا ان جعلنا امة واحدة واختارنا لنكون خيرامة اخرجت للناس لكي نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. قال سبحانه وتعالى(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله) وجعلنا شعوبا وقبائل لنكون امة متحابين في الله جميعا كمايقول سبحانه وتعالى(يا أيها الناس إناخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . وتجمعنا وحدة الكلمة ووحدة الهدف وذلك من إجل ان تكون امة الإسلام كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى. كما يقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم)مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى)
أيها الإخوة الكرام: نحن علماء الدين في كوردستان العراق جئناكم من أرض كوردستان مهبط الأنبياء و الأولياء والصالحين والمشايخ الصوفية . واستجابة لدعاء نبي الله سيدنا نوح (عليه السلام) شاءالله ان تكون هذه البقعة من الأرض مباركة طيبة ومهبط سفينته عليها كما قال سبحانه وتعلى على لسان نبيه نوح (عليه السلام)(وقل رب أنزلنى منزلا مباركاُ وأنت خيرالمنزلين) فقدرالله سبحانه وتعالى أن تستوي سفينته على الجودي وهي إحدى جبال كوردستان.
أيها الحضورالكرام:إن الشعب الكوردي منذ وصول الفتح الإسلامي لبلاد الفارس في زمن خلافة الخليفة الراشد والعادل(عمربن الخطاب)(رضي الله عنه وأرضاه) إعتنقوا الإسلام طواعية وشاركوا إخوتهم العرب في الجهاد ضد اعداء الإسلام وقدموا التضحيات في سبيل رفع راية(لااله الاالله محمد رسول الله) فمن هؤلاء الأبطال القائد المجاهد الكوردي(صلاح الدين الأيوبي)المحرر للقدس الشريف من ايدي الصليبيين.وفي حينه القيت الخطب بهذه المناسبة العظيمة وفي اول جمعة على منبر المسجد الأقصى بدا الخطيب خطبته بهذه المقدمة(الحمدلله الذي اذل دولة الصليبي وعز بالكوردي دين المصطفى العربي) وها نحن نقول لها حررك عمر وفتحك صلاح الدين فمن لك الآن ونقول لها مرة اخرى(مهلا يا قدسنا الحبيبة فإن أحفاد صلاح الدين قادمون بعون الله).
ولقد كان لمشاهير وعلماء الكورد القدامى الدور الرائد في نشر العلم والثقافة الإسلامية. ويذكرلنا التأريخ أمجادهم من العلماء المخلصين والشيوخ الكرام و السادة الصوفية كأمثال(إبن الحاجب الكوردي وإبن صلاح الشهرزوري وإبن الخلكان والباقلاني والعلامة إبن آدم البالكي والعلامة البيتوشي والشيخ أبوبكرالمصنف الجوري والشيخ عبدالرحمن البينجويني ومولانا خالد النقشبندي والشيخ معروف النودهي وإبن القرداغي والشيخ عبدالكريم بياره المدرس سابقا في الحضرة القادرية ببغداد)وآخرين لايسعنا المجال لذكر أسمائهم.
.وكان لهؤلاء المشاهير الدور الفعال في نشر التصوف الإسلامي والتربية الروحية خصوصاً الطريقة القادرية والنقشبندية والتي مازالت لحد الآن مستمرة على هذا النهج المبارك بمدارسهم العامرة بالطلاب.
وعلى سبيل المثال(مدرسة بياره الشريفة)التي تسيرعلى نهج الأزهر الشريف في تخريج الطلاب وإعدادهم العلماء . ومدارس أخرى لهؤلاء المشاهير المنتشرة في كافة مناطق ومدن كوردستان ولا تجد قرية الا بنيت بجانب مسجدها مدرسة دينية و كان لهذه المدارس الدينية الدورالكبيرفي تربية الجيل الجديد في مجتمع الكوردي على القيم المثلى والصفات الجميلة من أجل نشأة أجيال قادمة مفعمة بروح الأخوة والتعايش وقبول الآخر.
وفي الختام نسأل الله العلي القديرأن يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم ويحفظكم من كيد الكائدين وشرالمنافقين كما أسأله سبحانه وتعالى قبول طاعاتنا وعباداتنا ومناسكنا وان يجعلنا من انصار دينه وشريعته وان لايحرمنا من شفاعة المصطفى(ص)وان يجعل هذا المكان مباركا معمورا بالعبادات والصلاة والذكر.
وبارك الله لنا ولكم ولجميع المسلمين آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ: نجم الدين وادي حسين
عضو مكتب التنفيذي لإتحادعلماء
الدين الإسلامي في كوردستان العراق
المكة المكرمة الأول من ذي الحجة عام 1433
