لها اونلاين: غضب جامح اجتاح أرواح العالم الإسلامي لما تناهى إلى مسامعهم عرض فيلم مسيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيلم لا زالت المعلومات عن مخرجه ومؤلفه مبهمة، وبحسب ما ورد إلى الآن فإن مخرج الفيلم يتخفى وراء اسم مستعار "سام باسيل"، وهو متوارٍ حالياً عن الأنظار، جبناً وخوفاً على نفسه. ويُعتقد أن "سام باسيل" هو نقولا باسيلي نقولا، مسيحي (قبطي) من أصل مصري يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب ما كشفت وكالة الاسوشيتدبرس حين صرح لها بأن الفيلم بلغت تكاليفه 5 ملايين دولار "تم جمعها من 100 متبرع يهودي في أميركا". الفيلم أثار موجة غضب عارمة شملت مختلف أنحاء البلاد الإسلامية، هذه الموجة حركت الرأي العالمي الذي أبدى استنكاره للفيلم، ونتج عنه تصريحات من بان كي مون وكلينتون على المستوى الغربي، بأنه فيلم مثير للاشمئزاز وقبيح ويهدف إلى تشويه ديانة عظيمة، بالإضافة إلى الكثير من بيانات الاستنكار على المستوى الإسلامي في كوالا لمبور وإندونيسيا وتركيا ومصر. كما دفع الغضب الشعبي الكبير الذي عبر عنه أحرار العالم الإسلامي بالفريق الذي شارك في تمثيل الفيلم إلى التنصل مما ذكر فيه، وإنكارهم بمعرفة فحواه، وذلك من خلال إصدارهم بياناً اتهموا فيه المخرج بأنه ضللهم وورطهم في فيلم ظنوه عن محاربي الصحراء، فإذا به يحوله بدبلجة شيطانية المقاصد والغايات إلى مسيء للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم. إن هذه الادانات والاستنكار الغربي لم يكن ليحدث إلا جراء تصعيد الموقف الإسلامي تجاه هذا الفيلم والقائمين عليه، ومع أهمية هذه الإدانات إلا أنها لن تحفظ للمسلمين حقوقهم، ولن تحول دون تكرار مثل هذه الإساءات مرة أخرى، طالما أن الغرب متمسك بما يسميه حرية التعبير، مما يجب أن يدفع باتجاه المطالبة وبقوة بفرض قانون يجرم التطاول على الأديان والرموز والمقدسات الدينية، كالذي دعا إليه الدكتور علي جمعة (مفتي الديار المصرية) حين طالب بتوقيع اتفاقية من كافة الأعضاء بالأمم المتحدة، لتجريم هذه التطاولات، بحيث يكون ذلك رادعاً للسفهاء أمثال تيرى جونز ومن هم على شاكلته. وبالمقابل فإن استياءً رسمياً عربياً وغربياً من ردود الأفعال على المستوى الشعبي جراء ما شاب المظاهرات الغاضبة من أعمال عنف أدت إلى قتل وجرح وتخريب، وصفها البعض بأنها ستؤدي إلى تأجيج الكراهية ضد المسلمين في العالم، مما يؤكد الحاجة في مثل هذه الأزمات إلى فتوى تصدر عن لجنة علمية ذات مستوى رفيع في العالم الإسلامي، توجه الناس إلى الطرق الأفضل للتعامل مع هذه الأزمات خاصة مع تكرارها. أما على المستوى الشخصي فإن ما يحدث يجب أن يدفعنا نحن أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بكى شوقاً للقائنا، إلى القيام بواجب النصرة كل حسب دوره ومؤهلاته، بدءًا من أنفسنا وبيوتنا، وذلك بتطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصولاً إلى تعليمها للناس أجمع. |