فوائد تطبيق أو اتباع سنن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في حياتنا اليومية

عبدالله خالد فائز المدرس 
 
    سبب كتابتي لهذه الاسطر تعود إلى حبي وشغفي في التعمق في سنة خير البرية، ومن ثم إيصال نفعها وتطبيقها على قدر الإمكان، والمحافظة والحثُّ على اقتفاء هديه صلى الله عليه وسلم، لي أولاً ولاخواني ومتبعيه ثانياً. وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم وأحاديث عديدة بصريح العبارة أو ما يحمل من وجوه الدلالة، في اتباع طريقه والهدي بسنته.
     فمن المعلوم أن اتباع السنة النبوية هي الاقتداء والتأسي بسننه في الاعتقادات والأقوال والأفعال والتروك مع توفر القصد والإرادة . وتتضمن في اتباعه جميع الأحداث والتعاليم والتوجيهات التي قام بها خلال حياته مثل العبادات، والأخلاق، والعلاقات الاجتماعية، والقضايا السياسية، والتجارة، والعدل، وغيرها، والأهم منها هي الأحاديث النبوية التي نقلها أصحابه رضي الله عنهم عنه، وتم توثيقها في كتب الحديث من قبل المحققين. وتعتبر السنة النبوية أحد الأركان الرئيسية للشرع الإسلامي، إلى جانب القرآن الكريم.
     وأما من حيث تطبيقها يمثل أداة قيمة لفهم وتعلم سيرة وتعاليم خير البرية صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي بعض الفوائد المهمة لتطبيق سننه صلى الله عليه وسلم :
1- فهم السيرة النبوية: يمكن لتطبيق سننا سيدنا وقائدنا مساعدتنا على فهم قصة حياته والأحداث التي مر بها. هذا ويساعد في تعزيز الوعي الإسلامي والاقتداء بالنبي كقدوة في الحياة.
2- فهم السنة الشريفة: يقدم تطبيق سنن نبينا مجموعة واسعة من الأحاديث النبوية فمن خلالها تتعرف على الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، مما يساعد في تميز السقيم من الصحيح. ويمكن من خلال تطبيق سنن رسولنا معرفة الكتب التي جمعت فيها أحاديثه من الصحيحين البخاري ومسلم، وسنن ابي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغير ذلك من المصنفات والسنن والمسانيد، مما يسهل الوصول إلى الأحاديث ودراستها.
3- التعلم الديني: يمكن لتطبيق السنة النبوية أن يساعد في تعزيز المعرفة الدينية والفهم العميق للإسلام. فهو يوفر معلومات عن العبادات والأعمال الصالحة والأخلاق الإسلامية التي ينبغي علينا ممارستها.
4- الإرشاد الشرعي: يعمل اتباع أحاديث منقذ البشرية كدليل شامل لنا، فهو يقدم الإجابات على الأسئلة الشرعية والفتاوى والنصائح، مشروطة بمعرفتك لعلم أصول الفقه؛ لكي تميز دلالة الألفاظ من وجوب وأمر ونهي وندب…وغير ذلك مما يتعلق بهذا العلم .
5- توثيق الأحاديث: توثق السنة النبوية تعاليم نبينا صلى الله عليه وسلم وسلوكه الحكيم، وتعطي لنا مرجعية لاتباعه والاقتداء به في حياتنا. حيث يتم دراسة السنة النبوية وتدريسها في المدارس الدينية والكليات الشريعة إضافة إلى الدورات الدينية التي تفتح .
    يستشف لنا أن ثمرات تطبيق السنن واتباع طريقه كثيرة منها: الوصول إلى مرتبة المحبة، فعندما يقترب العبد من الله بأداء الأعمال السنن والنوافل، يكسب محبة الله عزّ وجلَّ له . بالإضافة إلى ذلك، نيل معيَّة الله تعالى للعبد، فيوفقه الله تعالى للخير، فلا يصدر من جوارحه إلا ما يرضي ربه عزّ وجلَّ؛ لأنه إذا نال المحبة نال المعيَّة. ومن أهم النتائج المترتبة على ذلك هي استجابة الدعاء المشتملة على طلب المحبة والقرب من الله.
   وفی الختام مسك إن شاء الله بفوزنا وسعادتنا في الدارين؛ لإن منزلة المؤمن تقاس بإتباعه لرسوله وقائدئه صلى الله عليه وسلم فكلما كان تطبيقه للسنة أكثر كان عند الله أعلى وأكرم.
قال النَّووي رحمه الله: " اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرَّة واحدة، ليكون من أهله، ولا ينبغي أن يتركه مطلقاً؛ لحديث: ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بَشيءٍ فأْتُوا مِنْهُ ما اسْتَطعْتُمْ)) ".