الحَمدُ للهِ والصّلاةُ والسَّلامُ علَى محمَّدٍ رَسولِ اللهِ، أوصيكُم بِتقوَى اللهِ وطاعتِهِ، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا* وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) الإسراء:9-10. وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ) رواه البخاري. القرآن الكريم هو كلام الله رب العالمين الذي لا ينقطع كرمه، والمعجزة الخالدة التي تستمر إعجازه ما تعاقب الليل والنهار، كتاب مبارك تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى الهدى في غيره أضله الله ومن تركه قصمه الله وهو حبله المتين يهدي الى الرشد أنزله الله هدى ورحمة وشفاء وبيانا وبصائر وتذكرة ومنهج الحياة، وهو دستور الخالق لإصلاح الخلق وقانون السماء لهداية أهل الأرض، تكفل الله بحفظه ومصون برعايته لا تمتد اليه أيدي العابثين، وصدق الله (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت:42. (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر:9. المحور الأول: القرآن الكريم وأثره في حياة الإنسان أولاً: القرآن الكريم دليل هداية الإنسان وإرشاده الى الصراط المستقيم وإخراجه من الظلمات الى النور، قال تعالى: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) المائدة:16. ثانيا: القرآن هو سر إصلاح المجتمعات وسبب لجلب الرحمة والفوز والسعادة في الدارين، انه الموعظة والشفاء، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) يونس: 57. ثالثا: الإعتصام بالقرآن ثبات ونجاة ورفعة وبعد عن التفرقة والنزاع والمشاكل في هذه الحياة التي تموج بالمغريات والفتن والشهوات، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ال عمران:103. وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) رواه مسلم. رابعا: القرآن نعمة العمر وروح الحياة، لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش بلا روح وهو بدونه جثة هامدة، فالقرآن الكريم هو روح الجسد به تستنير العقول وتنمو الفضائل وترفع منزلة الإنسان الى الأوائل، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) الشورى:52. المحور الثاني: واجبنا نحو القرآن الكريم أولاً: الاستمساك به والعمل بما فيه وعدم العدول عنه الى غيره، قال الرسول- صلى الله عليه وسلم: (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ) رواه مسلم. ثانيا: الإخلاص في تعليمه وتعلّمه، قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ* أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) الزمر: 2-3. ثالثا: لابد أن يجل القرآن ويرفع قدره، فإن كان قارئه يجل ويحترم فالقرآن أولى وأجلّ. رابعاً: تدبر القرآن؛ كما أمر الله عباده بتدبره ونهاهم عن الإعراض عنه، (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد: 34. |