رسالة مفتوحة من علماء الدّين الإسلامي إلى جميع القوى السّياسية والدّينيّة في العراق

عقدت اللّجنة المركزيّة لاتّحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان اليوم: الاثنين 26-11-2012 اجتماعًا ركّزت فيه على الأوضاع الحالية في العراق عامّةً والمناطق المتنازع عليها خاصّة، وفي ختام الجلسة توجّهت اللجنة برسالة مفتوحة إلى جميع السّياسيّين في العراق والمراجع والمراكز الدّينية، وما يلي هو نصّ الرّسالة: 

  

رسالة مفتوحة من علماء الدّين الإسلامي في كوردستان

إلى جميع القوى السّياسية والدّينيّة في العراق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين)

انطلاقًا من شعورنا بالمسؤولية الدّينيّة والوطنيّة تجاه بلدنا وشعبنا وتزامناً ما يمرّ به بلدنا من ظرفٍ صعبٍ ومنحدرٍ خطيرٍ يهدّد بانهيار المنظومة السّياسية والاجتماعيّة والأمنيّة في بلدنا العراق، نوجّه رسالة مفتوحة إلى جميع السّياسيّن والمراجع والهيئات الدّينيّة الموقّرة في العراق، ونعلم الجميع بأنّ منطق القوّة والتّعالي وإستغلال الجيش العراقي في الصّراعات الدّاخلية وتشكيل قوّات غير دستورية ترهب المدن الآمنة، وتعكّر صفوة العراق أمرٌ لا يمكن قبوله بحالٍ من الأحوال، ونحن باسم علماء الدّين الإسلامي في كوردستان ندين وبشدّة تشكيل قوات ما تسمّى بعمليات دجلة في المناطق المسّماة بالمتنازع عليها، ونحذّر من تداعيات مثل هذه السّياسة الّتي لا تخدم العراق أبدًا لأنّ هذا الشّعب قد قدّم الآلاف المؤلّفة من التّضحيات من أبنائه وأمواله وسنوات تقدّمه لمقارعة الدّكتاتوريّة ونبذ الظّلم وتحقيق العدالة، وليحقّقوا لأنفسهم العيش الكريم والحريّة وبناء بلدٍ مزدهر.

لكن مع كلّ الأسف يبدو أنّ هناك أشخاصًا في العراق وبعيدًا عن الرّوح الدّينيّ والوطني والإنساني وانطلاقًا من طمعهم في التّفرّد بالسّلطة وإقصاء الآخرين يأجّجون نار الفتنة ويسيرون بالأوضاع إلى الأسوأ أكثر فأكثر في العراق عامّةً وفي المناطق المتعدّد القوميّات والطوائف خاصّة.

ومن هنا نطلب من الجميع وبالأخصّ المراجع الدّينيّة والمذهبيّة أن يكسروا حواجز الصّمت، وأن يتّخذوا موقفهم التّأريخي كي يتصدّوا لهذه المحاولات، والعودة بصدق إلى تطبيق الدّستور والاتّفاقيات المبرمة وبالأخصّ اّتفاقية أربيل، ويعلم الجميع أن الشّعب الكوردي اختار التّعايش والأخوّة مع الآخرين، وليس لهم أدنى مشكلة مع باقي المكوّنات العراقيّة، ووقفوا إلى جانبهم في الأوقات الصّعبة، وكان لهم مواقف عليّة في إقرار السّلم والاستقرار في العراق وفي هذه المناطق، ولا ريب أنّ اتّخاذ مثل هذا الموقف من قبل المراجع والمراكز الدّينيّة، سيسجّله التّأريخ موقفّا تأريخيًّا مشرّفًا تجاه الشّعب والوطن. ولاسيّما إذا اضطرّ الشّعب الكوردي إلى مواجهة الظّلم والاضطهاد والحرمان من حقوقه الشّرعيّة والتّأريخيّة، فيحقّ له شرعًا أن يردّ اعتداء المعتدين دفاعًا عن حقوقه ضدّ الظّلم والطّغيان.

(والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)

اتّحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان

26/11/2012