وكالات الأنباء العربية و العالمية: الأزهرالشريف ودار الإفتاء المصرية، وفروع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والطرق الصوفية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة العالم الإسلامي، وبعض المرجعيات الشيعية، وجمعية علماء المسلمين في باكستان، والتيار السلفي في لبنان... كلها وغيرها أصدرت بيانات أدانت فيها “ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية”. داعش.. التكفير على الإنتماء و”داعش” هي الإختصار المعروف إعلاميًا لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” حيث تحمل الحروف الأولى من كلمات الاسم، والتي تحمل معها دلالات أكثر من أن تحتويها تلك الحروف. مثار استنكار المؤسسات والمنظمات الدينية يأتي مما أسماه بعض الباحثين “حمى التكفير الداعشي” والتي جاوزت أدبيات الفكر التكفيري السابق عليها، ونقلت التكفير من الأفعال إلى الانتماء، حسبما يؤكد عبد العزيز الجمال الباحث المصري في الحركات الإسلامية. الجمال قال للأناضول إنَّ “ الإختلاف في فكر داعش ينبع من جعلها الانتماء محورًا للعقيدة”، موضحاً أنها تتعامل مع كل من سواها على أنه “كافر مهدر دمه”، وبالتالي “تستبيح كل ما يمكنها استباحته”. وأرجع الجمال هذا التوجه إلى ما أسماه البيئة الحاضنة، حيث شكل الوضع العراقي بكل تعقيداته محضنا هادئا لنمو تلك الفكرة. وأشار إلى ما أسماه تطور فكر القاعدة، وقال إنَّ “داعش هي التطور الطبيعي لهذا الفكر الذي يعتبر بالنسبة لها من المرونة بمكان، لقبوله التعامل مع كيانات مختلفة ربما لم ترتبط به على مستوى التنظيم يومًا”. واستشهد الجمال بما حدث من خلاف بين أبو محمد الجولاني زعيم جبهة “النصرة” في سوريا (التابعة لتنظيم القاعدة) وبين “داعش” بسبب عدم قبوله الارتباط العضوي والانتماء للتنظيم. وقال الجمال إنَّ “خطورة هذا الفكر تكمن في أنه لا يرى إلا ذاته، وبالتالي فإنه يعتبر كل من عداه عدوا ينبغي الإجهاز عليه”. وأضاف أنَّ “الانتماء هو محور التكفير.. فهي (داعش) تعادي الجميع بالضرورة، سنة وشيعة ومسيحيين وأناساً عاديين ربما لا يفرقون بينها وبين شيخ المسجد الذي يصلون فيه”. الأزهر والتتار الجديد من جانبه، تفاعل الأزهر مع الأحداث في العراق والتي كان “داعش” بطلها، وأصدر العديد من البيانات التي أعرب فيها عن قلقه مما يحدث في العراق، داعيًا جميع الأطراف العراقية إلى إحياء مفهوم التوافق بين فئات المجتمع الوطنى. وفي تصريحات له، وصف وكيل الأزهر، عباس شومان، تنظيم داعش بأنهم “التتار الجديد”، مؤكدًا أن الإسلام بريء منهم ومن كل من يحمل فكرًا يستبيح من خلاله دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم. وعلى المستوى الرسمي في مصر أيضًا كانت دار الإفتاء المصرية من أكثر المتفاعلين مع الأحداث في العراق، وأصدرت عدة بيانات استنكرت فيها ما أسمته القتل والتدمير الذي أحدثه هذا التنظيم بدولة العراق معتبراً أنَّ الإنتماء إلى مثل هذا التنظيم حراما. وقالت دار الإفتاء، في بياناتها، إن تنظيم داعش “ضلَّل الكثير من الشباب بفكره المتطرف بعد أن غرَّر بهم تحت اسم الدين واسم الدولة الإسلامية التي يزعم داعش سعيه لتأسيسها، بينما هي في الحقيقة محاولة لتشويه الدين وتدمير البلاد وسفك دم العباد”. واتهمت الدار “داعش” بما قالت إنهم “يلوون عمق النصوص لكي يبروروا مواقفهم وأفعالهم الدموية المتطرفة، فهم لا يتورعون عن التجرؤ على دماء الخلق، واستصدار الفتاوى الشاذة المنكرة لصالح منهجهم التكفيري الذي يعيثون به في الأرض فسادا.”، مؤكدة أن “داعش وغيرها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة قد ضلوا في استنباط الأدلّة الشرعية، وانحرفوا في فهمهم للآيات القرآنية والأحاديث النبوية”. وأكدَّ إبراهيم نجم مستشار مفتي جمهورية مصر العربيّة: أنَّ الإنتماء الى التنظيمات المتطرفة مثل (داعش) حرام شرعا لأنها تسعى لدمار البلاد و تشويه صورة الإسلام في العالم، معتبراً "داعش" وغيرها من التنظيمات المتطرفة ضلوا في إستنباط الأدلة الشرعية ليبرروا أفعالهم الدموية، وأنَّ ما تقوم به "داعش" من إرهاب و قتل يصب في مصلحة أعداء الإسلام، وقد يكون ذريعة للتدخل الأجنبي في تلك البلاد. وعلى المستوى الصوفي، طالب مجمع آل البيت واتحاد الطرق الصوفية في مصر،الأزهر الشريف وكافة المؤسسات الدينية بالدول الإسلامية باعتبار داعش “خوارج هذا العصر”. وعلى ألسنة بعض علماء الأزهر، خرجت تصريحات كثيرة تدين أفعال “داعش” وتصفها بأوصاف مختلفة.. فمن جانبه، وصف علوي أمين، الأستاذ بجامعة الأزهر، التنظيم بأنه “صنيعة المخابرات الأمريكية وذراع أمريكا المسلح في العراق”، كما وصفه محمد نصر، أحد علماء الأزهر، بأنه “تنظيم إرهابي ممول من دول الاستعمار القديم لضمان السيطرة على المقدرات الإسلامية..” حسب وصفه. كما طالب خريجو الأزهر في العالم الإسلامي بالمواجهة الحقيقية لهذه المخططات بنشر صحيح الدين الإسلامى ودعم الفكر الأزهري الوسطى باعتباره حائط الصد ضد هذه التنظيمات الإرهابية ومخططاتها ، حيث نقل الموقع الألكتروني لخريجي الأزهر تصريحات رؤساء فروع الرابطة في الخارج، حيث قال رئيس فرع رابطة خريجى الأزهر بباكستان الشيخ صاحب زاده عزيز محمود الأزهري أنَّ تنظيم داعش الإرهابي هو مخطط صهيوني يهدف إلى قتل المسلمين وسفك دمائهم واغتصاب النساء والبنات. وطالب الشيخ صاحب زاده العالم الإسلامى بالتمسك بالفكر الأزهري الوسطى المعتدل ونشره لمواجهة مثل هذه التنظيمات المتشددة، مؤكداً أن فروع الرابطة استطاعت مواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة بفكر الأزهر المعتدل. على صعيد متصل استنكر شيوخ وقبائل منطقة "قرضوا" بولاية "بونت لاند" بالصومال موجة العنف التى تجتاح العالم الإسلامي، مؤكدين أن التمسك بالفكر الأزهري يجنب البلدان المختلفة الكوارث الإرهابية التى حلت بهم. وقال رئيس فرع الرابطة بالصومال عبد الولى سعيد بري أنَّ شيوخ القبائل أكدوا فى بيان لهم أنَّ الإسلام بريء من الذين يتخذون الدّين ستاراً لهم فى قتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم، ودعا الموقعون على البيان الشباب باجتناب هؤلاء الإرهابيين الذين خرجوا عن الوحدة واتجهوا إلى طريق الدمار والخراب. من جانبه وجه الشيخ محمد إمداد حسين بيرزاداه رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالمملكة المتحدة نداء إلى شباب العالم الإسلامى خاصة في بريطانيا إلى عدم الانجراف نحو الأفكار المتطرفة، مؤكداً أنَّ الفترة الأخيرة شهدت انتشار صورة مشوهة عن بعض مفاهيم الإسلام، خاصة مفهوم الجهاد، موضحاً أنَّ الإسلام أسلوب حياة للتوازن والوسطية التى يكمن بداخلها الكرامة والسمو، ويتناقض الإسلام بشكل قاطع مع أى من أشكال التطرف والعنف والقتل والإرهاب، مؤكداً أنَّ من يحيد عن هذا الطريق ويتجه للتطرف فى الفكر والسلوك فهو بذلك يخرج من الدين الإسلامى الحنيف، مشيراً إلى أن القرآن الكريم وصف الأمة الإسلامية بأنها أمة وسطاً، ومن ثّم فهى أمة سامية ورفيعة الشأن، والرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم خير مثال للإسلام الصحيح فهو رمز الوسطية والاعتدال في كل جوانب الحياة وقد حذر أتباعه من الغلو فى الدين الذي يؤدى إلى الهلاك. ‘‘علماء المسلمين”: قتلى داعش في جهنم أما الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فأصدر بيانات أدان فيها ما يقوم به “داعش”، واصفًا إيّاه بأنه “تنظيم متطرف أكثر خطرًا وضررًا من الأعداء على المسلمين بصفة عامة والمسلمين السنة بوجه خاص”. وقال الأمين العام للاتحاد، علي القرداغي، في بيان سابق له، “قد يكون أعضاء داعش عملاء أو حمقى، لكنهم يضرون أهل السُّنّة بما يعجز أعداء السُّنّة عن فعله”، مذكرًا بما أسماه “دور الدواعش الخبيث في الثورة السورية وكيف فتتوها وقتلوا خيرة قادتها؟!” وأضاف القرداغي: “قتلى داعش مصيرهم جهنم لإحتلالهم المدن والأراضي واستباحتهم لدماء المواطنين الأبرياء”، مؤكداً أنَّ “كل من يقاتلهم دفاعا عن وطنه وأرضه وحرماته فهو شهيد”. ومن جانبه، يرى منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنَّ اكتفاء المؤسسات الدينية بمجرد البيانات في مواجهة تلك التنظيمات جعل تأثيرها شبه منعدم في تغيير أفكارها وبالتالي في السيطرة على نواتج هذه الافكار. وقال جمعة في تصريحات للأناضول: “إنَّ الأزهر والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين على وجه التحديد كان يجب أن يتعدى دورهما مجرد البيانات إلى فعل يغير الواقع، نظراً لما يحملانه من ثقل معنوي ومرجعيات علمية مؤثرة على مستوى المنضويين تحت تلك التنظيمات، مهما قيل عن اعتقاداتهم بتكفير هؤلاء او تفسيقهم او تبديعهم. إدانة باكستانية من جانبها، أدانت جمعية علماء أهل السنة في باكستان ما تقوم به “داعش”، مؤكدة أنَّ هذه الأفعال لا ينبغي أنَّ تصنف على أنَّها ردة فعل أهل السنة تجاه الشيعة، معللين بأنَّ المسلمين جميعاً على إختلاف مذاهبهم يرفضون هذا النوع من الإقتتال. وفي إشارة إلى ما تعتقد الجمعية أنه دور أمريكي فيما يحدث قالت “على الولايات المتحدة أن تتعظ من حرب فيتنام، وأن العراق لا يمكن أن يتحمل الافكار المتطرفة العدائية”. وطالب علماء أهل السنة في باكستان بضرورة الحفاظ على الأماكن المقدسة في العراق بما في ذلك مقام الإمام علي، ومقام العباس، ومقام أبوحنيفة، ومقام الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وجنيد البغدادي، بحسب بيان سابق لها، معتبرين ذلك “واجباً دينياً”. من الجدير بالذكر أنَّ إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان قد وجه في السابع من هذا الشهر نداءً مفتوحاً عبر وسائل الإعلام إلى جميع الشخصيات والعلماء والمراجع الدينية والهيئات الرسمية وغير الرسمية في العالم الإسلامي مبيناً إنَّ ما تقوم به منظمة داعش من أعمال وحشية وإرهابية في محافظة الموصل و سنجار و زممار و غيرها من المدن العراقية من القتل والنهب والتهجير و هتك الأعراض وإجبار المسيحيين و الإيزيدين على إعتناق الإسلام وأخذ الجزية منهم وتدمير المساجد ومقابر الأنبياء والصالحين والتراث الإسلامي أمور مخالفة لسماحة الإسلام و تعاليمه، وتنافي كل مبادئ الإسلام وقيّمه وأخلاقه، وما يدعو إليه من حرية الرأي والمعتقد وحق الإنسان في الحياة . وجاء في النداء أيضاً: نحن كعلماء الدين الإسلامي في كوردستان نطالب جميع الشخصيات والعلماء و المراجع الدينية والهيئات الرسمية وغير الرسمية في العالم الإسلامي للتنديد والشجب بهذه العمليات الإجرامية التي طالت المسلمين قبل المسيحين والإيزيدين، لتبرئة الذمة أمام الله تعالى. |