تحت عنوان ( التطرف... أسبابه، خطورته، علاجه) نظم الرابطة العالمية لخريجي الأزهر منتدى الوسطية والحوار، وذلك في يوم الثلاثاء 15/9/2014 وعلى قاعة الأزهر للمؤتمرات، حيث حضر المنتدى عدداً كبيراً من السادة العلماء و رجال الفكر و الدعوة و الأئمة و الخطباء. قال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصى عضو هيئة كبار العلماء نائب رئيس مجلس إدارة رابطة خريجى الأزهر، إنَّ الجماعات المتطرفة تشوه الإسلام، وتحصره فقط في الإرهاب مؤكدا أنَّ هذه الجامعات المتشددة تهاجم الأديان بجانب مهاجمة الأوطان، واصفاً إياها بالتنين الأسود. وأضاف القوصي أنه ينبغى على علماء الدين أن يتوصلوا للجذور الحقيقية لهذا الأفكار الشاذة لمعرفة كيفية مواجهتها. وشدد القوصى على أن الأزهر يقف بكل ما أوتى من قوة ضد هذه الأفكار الشاذة وهو دائماً ضد التطرف والفكر الأسود وخاصة أن مصر قد اكتوت بنار الارهاب الأسود وتابع القوصى أن هذه الأفكار الشاذة لابد أن تواجه بالقيم والأخلاق لأن الموقف خطير. وتساءل عضو هيئة كبار العلماء، عن الخطورة الشديدة التي تحيط بالمسلمين من نشأة الأجيال والأطفال على صورة الإسلام المشوهة وكيفية اقتلاع هذه الصورة المشوهة من هؤلاء، وتمنى القوصى أن تنتشر سماحة الإسلام مرة أخرى كما كانت في عهد النبى صلى الله عليه وسلم. من جانبه أكد الدكتور القصبي زلط، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن المولى عز وجل أراد أن يجمع الناس على دين واحد، منوهاً إلى أن رب العزة قد بين أن هناك أخوة إنسانية تربط بين الناس جميعا، وقرآننا يدعو إلى السلام ونفع الناس ﻻ إيذائهم، فإيذاء المسلم أو اﻻشارة له بحديدة يلعنه الله وملائكته. وأضاف زلط أنه من العجب أن يفهم البعض أن علاقة المسلم بغير المسلم، علاقة عداء وحرب، برغم أن الخلاف العقدي سنة آلهية وأضاف أن الله لم يأمرنا بازالة الشرك وتناسى كل آيات الموادعة، معبراً عن استغرابه من نسخ كل آيات السلام. وشدد زلط على ضرورة تصحيح الفكر، وكذلك نشر مفهوم الإسلام والسلام. فيما قال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن التكفير والتفجير وجهان لعملة واحدة، مضيفاً :"إن التكفير دمر الخلافة وقتل الخليفة على بن طالب، مؤكداً أن التكفير إذا حل بمكان تبعه التفجير والقتل، ويهدم الدول التي حل بها. وأضاف أن الخوارج أنهوا الخلافة الراشدة بالتكفير، وقتلوا به الشيخ الذهبي، واليوم الجيش والشرطة يواجهان بنفس الطريقة، منوها إلى أن اﻻغتيال المعنوي يتبعه اﻻغتيال المادي. وأكد القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن داعش تعد أعلى درجات التكفير التي عرفها التاريخ الإسلامى، مطلقا عليها "سوبر تكفير"، مؤكدا أن الاصل عندها التكفير بينما الاصل في الاسلام الرحمة و التسامح وﻻبد أن يعرف ذلك كل العاملين في مجال الدعوة، كى يتمكنوا من مواجهتها. وتابع، أن القتل أصبح وظيفة حركة داعش، وأصبحت تكفر الجيوش العربية، بطريقة لم يعرفها الفقه الإسلامى من قبل، فهم يقتلون الشخص على أساس جنسيته. وأشار ناجح إبراهيم إلى أن المولى عز وجل لن يسأل الإنسان عن تكفيره للآخرين، وإنما سيسأله عن العدد الذي دعاه للهداية وحب الله. وأكد الدكتور كرم زهدى، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن الأزهر هو الجهة الوحيدة المنوطة بالدعوة إلى الله، فهو الذي وقف في مواجهة نابليون، والكثير من الاعتداءات التي تعرضت لها مصر قديما. وأضاف زهدى في كلمته بمنتدى الوسطية والحوار الذي عقد بمركز الأزهر للمؤتمرات اليوم، أنه لابد للأزهر وعلمائه أن يرفعوا قامتهم عالياً، لافتاً إلى أن الأزهر يقوم بتعليم الناس بيد، ويربط على كتف الناس بالأخرى. وأوضح القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن المجتمع الآن يواجه آفتين هما التشدد، وضعف المواجهة، مناشدًا شيخ الأزهر، بالعمل على إنشاء معاهد عملية، لشباب الأزهر فقط، يدافعون عن دينهم بالفكر المعتدل. |