تنظيم داعش يبيح نقل أعضاء الأسرى

تداولت بعض وسائل الإعلام وثيقة تعود للتنظيم الإرهابي داعش عن أساليب وحشية يلجأ إليها التنظيم للتنكيل بخصومه، وتحقيق مكاسب مالية في الوقت ذاته، لافتة الى أن ما تعرف بهيئة البحث والإفتاء التابعة للتنظيم أصدرت فتوى "شاذة" زعمت، بعدم وجود أي داعٍ لإحترام "حياة الكفار ولا أعضاء اجسامهم، وبالتالي يمكن بترها دون حرج".


وتقول الوثيقة، التي حصلت عليها قوات أميركية خاصة إثر هجمات على التنظيم، شرقي سوريا، أن"تنظيم داعش أصدر فتوى تسمح ببتر الأعضاء من اجساد الأسرى، في مؤشر جديد على إقدامه على الاتجار بالأعضاء البشرية".


ووفقا للوثيقة، فإن هيئة البحث والإفتاء التابعة لداعش زعمت أنه ليس ثمة داع لاحترام حياة "الكفار" ولا أعضائهم، وبالتالي يمكن بترها دون حرج، موضحة أن لا مشكلة في بتر بعض الأعضاء من جسم الأسير "الكافر"، حتى إن كان فقدانه لها سيؤدي إلى وفاته.


وتعقيباً على هذه الفتوى، أكدَّ الشيخ الدكتور عبدالله الشيخ سعيد الكوردي رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان : إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسى مبدأ حرمة الإعتداء على الأجساد والأموال والأعراض  وجعلها مصونة و محترمة بقوله: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، لذا فإنَّ الإعتداء على أعضاء الإنسان حياً كان أو ميتاً من الأمور المخالفة لنصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها بإجماع العلماء قديمًا وحديثًا، والأعضاء البشرية ملك لله تعالى فقط، ولذلك فانَّ الله حرَّم على العبد أنْ يُهلك نفسه أو يعرضها للهلاك، فسرقة الأعضاء البشرية والإتجار فيها حرام شرعاً وتدخل في باب الجناية على ما دون النفس، وعقوبته في هذه الحالة هي القصاص،بدليل قوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص)، وذلك ليكون رادعًا لكل من يقوم بهذا العمل و ينتهك حرمة الإنسان و يُشرع من الدين ما يحقق له أهدافه، فالشريعة الإسلامية مبناها وأساسها على تحقيق مصالح العباد و الحفاظ عليها، فهي جاءت لحفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال، و هذه الأمور الخمسة هي مقاصد الشرع الكليَّة، أو الضروريات المراعاة في كل ملة وأن حفظ النَّفس من أهم هذه المقاصد بل هو أوَّلها؛ فقد نهى الشرع الإنسان عن إلحاق الضرر بنفسه بأي شكل من الأشكال، وأمره باتخاذ كل الوسائل التي تحافظ على ذاته وحياته وصحته.


لذا فمن واجب الجميع القيام بمواجهة هذه الجرائم المتزايدة من قبل هذا التنظيم، والعمل على نزع الإطار الديني عنها وفضح تلك الممارسات أمام العالم أجمع لتتضح الصورة كاملة أمام الناس، ويميز الله الخبيث من الطيب، ويفقد هذا التنظيم الإرهابي السند الشرعي الذي يحاول بشتى الطرق الارتكاز عليه.