رئيس حكومة إقليم كوردستان لعلماء الدين: أنتم بريئوا الذمة من أي إنتقاد توجهونه  للحكومة من أجل الإصلاح في الإقليم...

أعلن رئيس حكومة اقليم كوردستان نيچيرفان بارزاني عن أنَّه يبرئ ذمة كل رجل دين كوردستاني يوجه إنتقاداته بشأن الإصلاحات التي تقوم بها حكومته من أجل تخطي الأزمة المالية التي تواجهها كوردستان، جاء ذلك خلال لقاء السيد رئيس حكومة إقليم كوردستان و نائبه يوم الثلاثاء 2/2/2016 بعدد كبير من علماء الدين الإسلامي في إقليم كوردستان.


وفي مستهل اللقاء ثمَّن الدكتور بشتيوان صادق وزير الاوقاف والشؤون الدينية دور علماء الدين في المجتمع خصوصا في خلق حالة الصبر والصمود بين المواطنين في أوقات الأزمات والمشكلات والصعوبات، ومن جانبه أشاد الدكتور عبدالله الشيخ سعيد رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان بدور علماء الدين الذين اكدوا عن دعمهم الكامل للثورات الكوردستانية ونشر روح السلام والاعتدال والتصدي للفكر المتطرف بين الناس، وشدد أيضاً على ضرورة أن يقوم رجال الدين بمساندة ودعم الخطوات الاصلاحية التي تقوم بها الحكومة وقدم عددا من المقترحات لاصلاح نظام الاوقاف، مسلطاً الضوء على مشكلات رجال الدين وعدد من المشكلات المتعلقة بمجال الأوقاف والشؤون الدينية.


وأعرب رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد نيچيرفان بارزاني عن سعادته بهذا اللقاء وسلط الضوء على اسباب الازمة المالية التي يعاني منها الاقليم، مرجعاً الاسباب الى قيام بغداد بقطع حصة الاقليم من الموازنة والحرب التي يشنها تنظيم "داعش" الإرهابي واستقبال الإقليم لعدد هائل من النازحين واللاجئين يبلغ نحو 1.8 مليون شخص بالاضافة الى الإنخفاض الكبير في أسعار النفط في الأسواق العالمية والتي كان لها التأثير السيء الكبير على الاوضاع المالية في الاقليم وجميع الدول التي تعتمد النفط مصدرا رئيسا لوارداتها.


وتطرق السيد نيجيرفان بارزاني الى دور علماء الدين في المجتمع في المجالات التربوية والدفاع والسلم الاجتماعي وحماية الأمن المجتمعي والاعتدال وإبعاد المجتمع عن الأفكار المتطرفة والتوعية ونشر الوعي الكامل بين المواطنين بشأن اوضاع اقليم كوردستان، مثمنا هذا الدور الذي يقوم به علماء الدين ، مؤكداً أن ازمة مالية صعبة تواجه اقليم كوردستان وطرح الاجراءات والبرنامج الاصلاحي الذي تبنته حكومته لتخطي هذه الأزمة.


وطمأن السيد رئيس الحكومة الحاضرين أنْ حكومته ستجتاز الأزمة وأنها بهذا الصدد بحاجة الى دعم واسناد وفهم والعمل المشترك بين جميع الاطراف، مؤكدا ان حكومته تستقبل انتقادات وملاحظات رجال الدين بالقول "انتم بريئوا الذمة من اي انتقاد توجهونه  للحكومة من اجل الاصلاح في الاقليم".


من جهته قدم نائب رئيس حكومة الاقليم قوباد طالباني خلال اللقاء نبذة عن الخطوات التي تنوي حكومته القيام بها لاجتياز الازمة، موضحا ان البرنامج يعتمد على زيادة ايرادات الحكومة بحيث تتوازى الايرادات مع المصروفات.


وتطرق طالباني الى أن كوردستان ليست دولة وليس لها مصرف مركزي ليقوم بطبع العملة ويتسلم القروض الدولية بيسر، لافتا الى ضرورة ان يعمل علماء الدين وجميع الشرائح الاجتماعية الكوردستانية مع حكومة الاقليم لحل الازمة والقيام باصلاحات جدية.


من جهتهم طرح عدد من علماء الدين الحاضرين العديد من الملاحظات والمقترحات على رئاسة حكومة الاقليم لاجتياز الازمة، مشددين على انهم ينظرون الى الاوضاع بحرص ويتفهمون الحمل الثقيل الملقى على عاتق حكومة الاقليم وانهم سيقومون بواجبهم في السعي لافهام المواطنين ومساندة الحكومة والعمل المشترك ليتمكن الجميع من عبور هذه المرحلة واجتياز الازمة المالية.