فقدتْ الأمّة الإسلامية بشكل عام والأمة الكوردية بشكل خاص واحدًا من علمائها الربانيين ومفكريها و مجتهديها الذي عرف عنه العلم والتدريس ألا وهو البروفيسور الدكتور مصطفى إبراهيم الزلمي، بإسم علماء الدين الإسلامي في إقليم كوردستان نعزي أنفسنا والعالم الإسلامي برحيل أحد أعمدة العلم في العراق و العالم الإسلامي، بحق كان فقيدنا العلامة الدكتور مصطفى إبراهيم الزلمي نموذجاً للثبات على المنهج و العقيدة الصحيحة و حسن الخلق، فهو مفخرة لأمته الكوردية التي أنجبت علماء كبار أمثال القزلجي و الزهاوي و الشيخ عبدالكريم المدرس و غيرهم. وهو بحق كان مفخرة أيضاً لأخوته العرب لأنَّه عاش في كنفهم وجوارهم معظم سنوات عمره، وكان لفقيدنا الكبير دور بارز في دراسة المستجدات الفقهية و النوازل المعاصرة، و حظي بإهتمام كبير من قبل الكثير من المؤسسات العلمية و الأوساط الثقافية، ونال شهادات تكريم كبثرة على نطاق العالم الإسلامي، ونظراً لجهوده الجبارة وجهوده القيمة في ترسيخ وسطية واعتدال الإسلام قام الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف بتكريمه في 8/5/2013 م بإعتباره أحداً من رموز الوسطية والإعتدال في العالم الإسلامي وكان لإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان دور رائد في تسهيلات مراسيم تكريمه. قضى عمره في التدريس و الإفتاء و التأليف، وكان رائداً للوسطية والإعتدال، فرحيله خسارة علمية فادحة؛إذ سيفقده طلاب العلم والحكمة والعقيدة والفلسفة والفقه والقانون، ومع علمه الغزير فقد كان يتمتع بالتواضع، ويتسم بالأخلاق النبيلة والأداب الرفيعة، يأنس به مجالسوه، ولا تملُّ مجالسته؛ لأنه كان ذا نكتة لطيفة، وألفاظ مهذبة. يذكر أنَّ الشيخ العلامة الدكتور مصطفى الزلمي قد توفي فجر يوم السبت 4/6/2016 عن عمر ناهز الثانية والتسعين عاماً، تاركاً سيرة عطرة يشهد لها الجميع. من الجدير بالذكر أنَّ الفقيد الراحل ولد في عام 1924م وتربى في بيت والده في قرية (زلم) في إقليم كوردستان على الحدود مع ايران دخل المدرسة الدينية في عام 1934م ودرس على يد المختصين من الشيوخ العلماء في العراق وايران ، وحاز على الاجازة العلمية في العلوم الاسلامية سنة 1946م ، كما و حاز البكالوريوس في القانون من جامعة بغداد 1965م ، والماجستير في الشريعة الاسلامية 1969م من جامعة بغداد، وحاز على ماجستير آخر في الفقه المقارن 1971م من جامعة الأزهر الشريف،و ماجستير ثالث في القانون 1973م من جامعة القاهرة، و دكتوراه في الفقه المقارن بمرتبة الشرف من جامعة الازهر الشريف 1975، كما و حاز على دكتوراه ثانية في القانون بتقدير امتياز من جامعة بغداد 2005م، وله أكثر من ستين مؤلف مابين مطبوع و غير مطبوع.
نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم ذويه، وأهله، ومحبيه، وزملاءه، وتلاميذه الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب. |