تحت شعار (الحرية الدينية وتعزيز مبدأي الحوار والسلم) انطلقت في العاصمة الأردنية -عمان/ فعاليات الندوة الإقليمة الثانية عشر المكملة التي عقدها مركز الإمام أبو عبد الله الشّافعي، الموافق السبت 22/4/2017م /25 رجب 1438هجري.في فندق بريستول لمدة يوم.
وبعد تلاوة آيات مباركة من الذّكر الحكيم، افتتح الدّكتور الشّيخ سمير مراد شوابكه مدير ومؤسس المركز مراسيم الندوة، تحدَّث في كلمته عن أهميّة الحوار بين المسلمين على مختلف الأفكار والطّبقات، وضرورة خلق رؤيا متقاربة لتبادل الآراء ومناقشة الأدلّة، واعتبر هذا أسلم الطّرق وأقربها نحو التّقارب وسدّ الباب أمام العنف والتّطرّف، أبدى استعداده واستعداد مركزه للجلوس مع جميع الأطياف مسالمين أو مسلّحين كي نتوصّل جميعا إلى نتائج إيجابيّة لإبعاد الأمّة الإسلاميّة من المآسي الحاضرة، ويصل المسلمون إلى برّ أمام السّلم والأمان.
وقدّمت خلال النّدوة ستّ ورقات علميّة لباحثين ومختصّين من الأردن، والعراق، وكوردستان/العراق، والجزائر، واليمن، والسّودان، حيث ترأّس الجلسة الدكتور محمود الزغايبة وشملت أيضأ مداخلات لاختصاصيين.
هذا وشارك في النّدوة الدّكتور جعفر نجم الدّين گواني عضو المكتب التّنفيذي لاتّحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان، والمدرّس في كلّيّة العلوم الإسلاميّة/ جامعة صلاح الدّين، بورقة علميّة بعنوان (تنوع طبقات المجتمع ضرورة إنسانية)، قدّم الباحث في بداية كلمته شكره وامتنانه إلى مركز الإمام الشّافعي، وبالأخصّ إلى الشّيخ الدّكتور سمير مراد شوابكه مؤسّس المركز، لما يبذلونه من خدمات جليلة نحو تبليغ رسالة الإسلام السّمحة رسالة الوسطيّة، حاملا معه تحيّات رئيس الاتّحاد والدّعاة والمشايخ في اتّحاد العلماء وعميد كلّية العلوم الإسلاميّة/ جامعة صلاح الدّين وأساتذتها، كما وتطرّق في ورقته إلى ضرورة الحوار في حياة النّاس كافّة، ولاسيّما بين المسلمين، وهو أسلم وسيلة لتطوير المجتمع وإتاحة حياة أفضل، وتبادل الخبرات بين القوميّات المتنوّعة، واستشهد بآيات قرآنية على أنّ الاختلاف ضرورة اجتماعية، يعود إلى اختلاف الناس في الحياة حسب اختلاف الثقافة، كما أنّ ديننا الحنيف لا يرى مانعا من التعايش لتحقيق عمارة الأرض؛ بل يأمر بذلك، لأنّ الناس ضرورة مختلفون، ولا يأذن ديننا بنسْخ البشرية ومحوها أو مسح الآخر، وأنّ معاداة التّعايش معاداة لمشيئة الله تعالى، كما واستشهد أثناء بحثه بواقع التّعايش في إقليم كوردستان بين مختلف الأطياف الدّينية والمذهبية والقوميّة والعرقيّة.
وإليكم البيان الختامي والتوصيات للنّدوة:
الندوة التكميلية الإقليمية الثانية عشر
(الحرية الدينية وتعزيز مبدأي “الحوار والسلم”)
السبت 22/4/2017م
البيان الختامي والتوصيات
الحمد لله الذي جعل الإسلام ملاذ الخلق، وأنار به الدنيا، ورفع به العمى، وكشف به خزائن أسراره، وصلى الله على سيدنا محمد، الهادي البشير، من جاء بالعدل والحق والرحمة، بل هو الرحمة المهداة، ورضي الله عن أصحابه جميعاً، من حملوا الدين فأوصلوه كما بلغهم، ورفع الله مقام أهل العلم، من أخذوا جذوة النور، من مشكاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحيوْا بذلك الدنيا، وأناروها بعد ظلام، وبعد:
فلا يزال مركز الإمام (أبو عبد الله) الشافعي، يرقى لينال شرف حماية الدين، ويذب عنه تخريف المطلق ، وغلو الجافين، فقد برز في الأمة قوم، لم يعرفوا من الدين إلا اسمه، ولا من العلم إلا رسمه، فانبرى وانبرى لهم جماعة أهل العلم، يدافعون ويدفعون، ماضون في دحر خطر الخوارج، ممن زعم النسبة إلى السنة، أو كان من الشيعة، فشنعوا بتصرفاتهم، وأوغلوا في التطرف حتى سفك الدم، ونهب المقدرات، والله المستعان.
وإكمالاً لرسالة المركز، عقدت هذه الندوة، في هذا اليوم الطيب: السبت 25/7/1428هـ 22/4/2017م
مشارك فيها باحثون من أكثر من بلد، وكانت الورقات البحثية على النحو التالي:
الورقة الأولى:* تنوع طبقات المجتمع ضرورة إنسانية. (د.جعفر نجم الدّين /كوردستان)
*الورقة الثانية:* مفهوم الحرية الدينية وموقف الشرع منها. ((أ.عبد المحمود أبّو/السودان
*الورقة الثالثة:* مبدأ السياسة الشرعية والحرية السياسية. ((أ.عمر الشلح/اليمن))
*الورقة الرابعة:* الأمر والنهي. (أ. محمد عبد الحليم بيشي /الجزائر)
*الورقة الخامسة:* السلم والسلام ثوابت دينية. (د.إسماعيل الفراجي / العراق)
*الورقة السادسة:* الحوار بين المسلمين وضرورة الاجتماع. (د.سمير مراد/الأردن)
وهذه الورقات عالجت مسائل ضرورية في حياة الأمة، ما يحقق للجميع العيش الكريم، كما قال تعالى: “يـأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً”، وبهذا تتحقق المواطنة لكل أحد، بشرطين اثنين:
1/ أن يحترم دستور الدولة القائم على كون الإسلام مرجعية رئيسية.
2/ أن ينتج للوطن ما يحتاجه مما يكون مصلحة مفيدة للجميع.
ثم خلصت اللجنة إلى التوصيات التالية:
1/ الالتزام بقيم المواطنة والعيش المشترك فتتجنب إثارة الفتنة وتشجيع التعصب.
2/ الابتعاد عن التعرض للمقدسات والرموز الدينية بالإساءة أو عدم الاحترام.
3/ استخدام الحرية الصحفية في تعزيز ثقافة الحوار واحترام الآخر.
4/ الالتزام بالمهنية ونشر المعلومة الصحيحة بعد التأكد من مصدرها والابتعاد عن المواربة.
5/ استخدام الحرية استخداماً متوازناً بحيث لا يُلحق الضرر بحرية الآخرين.
6/ الحرية الدينية حق يمثل أسمى المشتركات الإنسانية وقد كفله الإسلام على أساس القاعدة القطعية “لا إكراه في الدين”.
7/ المواطنة كأساس للحقوق والواجبات في الدولة الإسلامية وردت مضامينها في صحيفة المدينة عند تأسيسها للعلاقات بين سكان المدينة المنورة؛ ومن هنا أكد الإسلام شرعية المواطنة قبل أن يتوصل إليها الفكر الإنساني بعدة قرون.
8/ الحرية الدينية تشمل كل مستلزمات الدين (العقائد والعبادات والشعائر والأفكار والممارسات والدعوة) بضوابطها المعروفة بالشرع.
9/ الحرية الدينية توفر كل الحقوق للإنسان المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية…..الخ.
10/ حرية الصحافة والإعلام تكلفها الحرية الدينية مع مراعاة احترام المقدسات الدينية وقيم المواطنة.
11/ اتخاذ الحوار آلة جامعة ورافعة للخلاف.
12/ ضرورة مد يد النصيحة للجماعات المسلحة، أخذاً بها إلى الخير والرشاد.
13/ الحد من صور الاستفزاز في المجتمعات الإسلامية، وضرورة قيام الحكومات بوضع برامج لمعالجة هذه الظواهر، لأنها سبب مباشر في النزوع إلى التطرف.
14/ أهمية المساواة بين الجميع أمام القانون، لأن ذلك مؤدٍ إلى تهدئة النفوس.
15/ السلم والسلام ثابت ديني، قائم على التمييز بين الحق والباطل، القصد منه تحقيق المصلحة.
16/ ضرورة دخول الإعلام بقوة.
17/ تطوير نظام الحسبة ليشمل الخلل الحضاري المعاصر.
والله أعلم
|