عقد رئيس اتحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان الدكتور عبد الله الكوردي، اليوم الثلاثاء 17/11/2015 مؤتمراً صحفياً موسعاً بمقر المكتب التّنفيذي للاتّحاد من أجل الإعلان عن الفتوى الّتي أصدرتها كلّ من دار الإفتاء المصرية ودائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية الهاشمية واتّحاد علماء الدّين الإسلامي في كوردستان الخاصة بجرائم الدّاعش، ولاسيّما فيما يخصّ سبي النساء اليزيديات. وبيعهن.
هذا وقد حضر المؤتمر الّصحفي كلّ من رئيس اللجنة العليا للإفتاء في الإقليم، ونائب رئيس الاّتحاد وعدد من أعضاء المكتب التّنفيذي والمجلس المركزي للاتّحاد، هذا إلى جانب عدد من شخصيات دينيّة وثقافية واجتماعيّة يزيدية ومؤسّسات تابعة لليزيديين.
وألقى رئيس الاتّحاد الضّوء على نشاطات العلماء في هذا الجانب، وقال في كلمته:
فتاوى لمصر والأردن وكوردستان حول جرائم داعش
سبي النساء نموذجا
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى علينا جميعاً ما قامت به الفئة الضالة المنحرفة (داعش) وما ارتكبته من جرائم باسم الإسلام بحق الإنسانية، ومن تلك الجرائم (سبي النساء) حيث قام هذا التّنظيم ببيع بنات ونساء المسيحيات والإيزيديات بثمن بخس دراهم معدودة على مرأى ومسمع من الناس، وكان لهذا العمل الإجرامي الأثر السيء في المجتمع الكوردستاني.
ونظرا للمكانة الكبيرة التي تحظى بها كلٌ من دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الأردنية في العالم الإسلامي، قمنا كإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان بجمع مجموعة من الأدلة الصريحة والوثائق الواضحة لما قام به إرهابيوا داعش من بيع وإغتصاب وإرسترقاق هؤلاء الضحايا، وتباحثنا الموضوع مع كلا الجانبين من دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الأردنية وذلك من أجل إصدار (فتوى) تبين تجريم وتحريم السبي وإسترقاق النساء، لكي تكون الفتوى بمثابة وثيقة تأريخية تدون من قبل هاتين المؤسستين العريقتين ويكون العالم الإسلامي كله على بصيرة لما حدث لهؤلاء الضحايا من جرائم باسم الإسلام، وكذلك يكون الجيل القادم على إدراك كامل بما قامت به هذه الفئة المنحرفة من جرائم ضد اليزيدين والمسيحين بإسم الإسلام والإسلام بريءٌ من هذه التصرفات اللإنسانية.
فأصدر كل من دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الأردنية فتويين منفصلتين حيث يؤكد كلا الجانبين على أنَّ: الإسلام لم يأت بالرق والسبي، بل جاء بالعتق والحرية، ولا تكون العبودية المطلقة إلا لله سبحانه وتعالى، بل كان الرق والسبي ظاهرة اجتماعية متفشية في الأمم الأولى لقرون متطاولة، فجاء الإسلام ليتعامل مع واقع صعب ومؤلم، فشرَّع الأحكام والأعمال التي تقضي على هذه الظاهرة بالتدريج، شيئا فشيئا كما هي حكمة الإسلام في أكثر تشريعاته، لتكون حلولا نافعة، وحاسمة لأصل الفساد ومصدرها، وما قام به هؤلاء الإرهابيون من سبي واسترقاق للنساء الإيزيديات والمسيحيات ولاسيّما اليزيديات إنَّما هو بيعٌ للحرائر وتقنين للإغتصاب وإكراه على البغاء وحرابة وإفسادٌ في الأرض، ونقضٌ لذمة الله تعالى ورسوله، وكلّها من كبائر الذنوب، وموبقات الإثم، وعظائم الجرائم، التي توعد الله فاعليها بالعذاب الشديد والعقاب الأليم، ولا شأن للإسلام بهذه الأفعال الإجرامية في شيء، ومناقض تماما لمقاصد الشريعة وأحكامها.
لذا نحن كإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان نثمن هذه الخطوة المباركة، ونشدُ على جهود دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الأردنية المستمرة لمكافحة الفكر التكفيري، كما ونتمنى أنْ تكون جهودهم وكذلك جهود كافة المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي مستمرة في مكافحة هذا الفكر التكفيري المنحرف.
للاطلاع على نص الفتوى اضغط على الرابط التالي:
هنا نص فتوى كل من دار الإفتاء المصرية دار الإفتاء الأردنية