ظاهرة هجرة البشر من وطنه قديمة، ويرجع تأريخها إلى تأريخ وجوده على المعمورة، لكنَّها تزيد وتقل لحين ولآخر، وتتجدد بواعثها وأسبابها وتتغير مقاصدها وأحكامها بحسب الزمان والمكان والأسباب.
ومع الأسف نجد في الآونة الأخيرة أنَّ هذه الظاهرة تتزايد في العالم الإسلامي عموماً وإقليم كوردستان خصوصاً، وبالأخص من بين الشباب، وباتت تهدد كيان الأمة وتُضيِّع عليها قواها وطاقاتها وعقولَها، وتنتج عنها أيضاً مجموعة من الآثار على العباد والبلاد من المهاجرين والدول التي يهاجرون عنها؛والدول التي يتوجهون إليها؛ لأنَّ هذه البلدان تختلف بالثقافة، والعادات، والمعتقدات، والتقاليد الإجتماعية عن البلدان الإسلامية، فقد يجبرون على التكيف والإنصهار مع تلك البيئة الغريبة حتى يتمكنوا من العيش في المجتمع الجديد الذي وصلوا إليه.
ولعدم معرفة الكثيرين بحكم الشريعة لهذه الهجرة، واستجابة للأسئلة الكثيرة التي ترد في شأنها، ولأجل تقليل هذه الظاهرة الخطيرة التي ينبغي معالجتها وفق الشريعة الإسلامية الغراء،ولدراسة جوانبها وأنواعها ومتعلقاتها وبيان حكمها، عقدت اللجنة العليا للإفتاء في المكتب التنفيذي لإتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان يوم الخميس 24 من ربيع الأول 1438 هـ - 23/12/2016 م في العاصمة أربيل... جلسة خاصة لها، وبعد مداولتها ودراستها والإطلاع على جوانبها سلباً وإيجاباً، وطرح الأدلة الشرعية الكافية لأحوالها، وتنظيرها وقياسها على ما يشابهها من القضايا والأحكام الشرعية، توصلت اللجنة العليا للإفتاء في إقليم كوردستان وبإتفاق جميع أعضائها إلى الفتوى البحثية التحليلية الموجودة على الرابط التّالي:
http://www.zanayan.org/partuk/AhkamAlhijra3122017.pdf